قراءة نقدية لمفهوم اللامريئي في الفن العربي الإسلامي

Abstract

قام التصوير في الفن الإسلامي على بعد لا مرئي، حيث أن المسلم الفنان أدرك في مرحلة معينة أنه الجسر الذي تنتقل من خلاله الوجودية إلى رموز جمالية تكوم لها ترجمة لحقيقة المبدأ الواحد عن طريق استخدام أسلوب تحوير الأشكال الواقعية وبذلك يصبح تأمل فن من الفنون الإسلامية هو تأمل ذهني قائم على ماوراء الشكل لاختفاء معالم الشيء كما هو متعود رؤيته ومن هنا كانت ولادة أسلوب جديد مميز تمثل في الزخرفة ،ولعل ذلك كان بدافع عدة أسباب أهمها النقاش الذي دار حول إشكالية وتحريم التصوير والتركيز على فكرة التوحيد ،وقد كشف الفنان المسلم عن روعة الامتثال للعقيدة على الحرية لاكتساب صناعة جديدة لتعبير عن الذات وذلك ما يسمح ببروز مظاهر تبين جمالية هذا النمط الفني وهي هبارة عن مجموعة إبداعات تميز بها عن غيره من الفنون كالخط العربي والعمارة ومن هنا نصل فكرة أن الفن الإسلامي لم يكن مبشرا لتعاليم الدين أو شارحا لمقوماته الروحية وإنما هو التعبير الجميل عن حقائق الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود اعتمادا على التجريد.