تأثير أخلاقيات الأعمال على أداء العاملين: دراسة الحالة المؤسسة الاستشفائية للأمومة والطفولة خالدي عبد لعزيز – تبسة -

Abstract

من خلال الاطلاع على بعض مفاهيم أخلاقيات الأعمال و الأداء و طرح الاشكالية و الفرضيات التي تمهد لفهم موضوع الدراسة، يمكن القول أن أخلاق المجتمع تعتبر أساس أخلاقيات الأعمال، كما أن أخلاقيات الأعمال تنبع من أخلاقيات المجتمع، و ذلك لأن الأعمال لا تقوم بمعزل عن المحيط بل هي بيئة متفاعلة بين المؤسسة و وسطها، ليس فقط لأنها خلفية مسبقة في تكوين أفراد المجتمع الذين يأتي منهم المديرون و يعتبرون مصدرا لتكوين أخلاقيات الأعمال، إذن لا بد من أخذ قيم هذه البيئة و محدداتها الأخلاقية بعين الاعتبار في قرارات المؤسسة و نشاطاتها المختلفة، كما تم تحديد مفهوم الأداء و أبعاده التي حظيت بنصيب كبير من الاهتمام، و ذلك لأهمية المفهوم على مستوى الفرد و المؤسسة، حيث يحتل مكانة خاصة داخل المؤسسة باعتباره الناتج لمحصلة جميع الأنشطة بها، و عكست الدراسات السابقة بحوث الفكر الإداري و العلوم السلوكية عبر مراحلها المختلفة، كل محور على حدى و نادرا ما تطرق البحث في الدراسات الإدارية إلى أداء العاملين و علاقته بأخلاقيات الأعمال، و العلاقة بين الأخلاقيات و الأداء علاقة وثيقة و متغيرة، كما لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر، ففي بعض الأحيان يعزز كل منهما الآخر، و في أحيان أخرى يتعارضان، و حينما يتعارضان فإنهما يسببان مشكلات للمجتمع و للمؤسسة إن لم يكن للعمل ذاته، و ربما نجد أن أفضل طريقة لتسوية ذلك التضارب بينهما إنما يكون من خلال العمل الجماعي الذي يعتمد على الحوافز التي يتم منحها للمؤسسات و الأفراد و الجزاءات التي يتم فرضها عليهم لكي تدفعهم إلى التصرف بطريقة أخلاقية، و لا يمثل ذلك مشكلة كبرى، حيث يسعى معظم رجال الأعمال إلى فعل الشيء الصحيح بسبب المصالح المالية أو لأن ذلك ببساطة هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، فمما لا شك فيه أن توفر الأخلاق داخل المؤسسة سيؤثر إيجابا على أداء العاملين لعملهم، و غيابه سيؤثر سلبا باعتبار العامل يتأثر مباشرة بالأخلاقيات السائدة في بيئة العمل، و من خلال الجانب الميداني حاولنا التعرف على تأثير أخلاقيات الأعمال على أداء العاملين، و لقد أظهرت نتائج الدراسة الميدانية إلى أن أخلاقيات الأعمال تعرف نوعا من الغموض، و هذا ما تمم استنتاجه من خلال أجوبة عينة الدراسة، فقد التمسنا من دراستنا أن مفهوم أخلاقيات الأعمال جديد بالنسبة للعاملين بالرغم من توفر مدونات أخلاقية تنص على كل ما يتعلق بهذا الموضوع و في كل الجوانب، و هذا نتيجة لعدم وجود قناعات حقيقية بجدواها، و لم تحظى أخلاقيات الأعمال بع بالمكانة التي يجب أن تعطى لها كنشاط يمثل جوهر العمل الإداري، بما لها من أدوار تدعم تحقيق الأهداف الوظيفية التحفيزية و تحصين الكفاءات الفنية من الانحرافات السلوكية، و كذا تحسين و رفع أداء العاملين، و تم التوصل إلى أن هناك تأثير لأخلاقيات الأعمال على أداء العاملين.