تنظيم وهياكل المؤسسة

Abstract

تطلب التطور الذي شهدته العقود الأخيرة في المجالات الصناعية والخدمية وما رافقه من تقدم خصوصا بعد ظهور المنظمات الكبيرة وتزايد المنافسة واشتدادها على صعيد البيئة العالمية، وزيادة المخاطر، حالات عدم التأكد البيئي التي تواجهها منظمات الأعمال تطورا مماثلا في الفكر الإداري. وفي ضوء ذلك ازدادت التوجهات لاستثمار تطبيقات ومضامين الفكر لوضع منهج إداري مناسب يسهم في نجاح المنظمات بالاعتماد على فهم وإدراك متطلبات المتغيرات البيئة المحيطة بما تمثله من فرص وتهديدات وانسجاما مع واقع المنظمة وظروفها بما تمتلك نقاط قوة، وما تعانيه من نقاط ضعف وفي إطار تلك التطورات، وتأثير التغيرات التكنولوجية والمعرفية، وظهور مفاهیم وفلسفات إدارية جديدة، تطلب الأمر تبني المدخل الاستراتيجي لإنقاذ المنظمات من حالات الفشل والانهيار. لذا فقد تغيرت النظرة إلى الإدارة من النموذج البيروقراطي نحو نماذج جديدة للقيادة تدعو إلى سلوكيات وأنماط أداء جديدة، خصوصا بعد أن تزايدت الأعباء الإدارية في ظل تسارع التغيير وثورة المعلومات. ويعتبر التنظيم الإداري من أهم المداخل الحديثة والتطبيقات الرئيسة المستخدمة في تحقيق هذا التوجه، بغرض تجديد العمليات التنظيمية من خلال التركيز على الثقافة التنظيمية والسلوك التنظيمي والهيكل التنظيمي وإجراءات وطرق العمل، حيث لا يستخدم لمواكبة التغيرات والتجديدات الحادثة فحسب، وإنما لمواكبة التغيرات المتوقع حدوثها في مستقبل المنظمة. ويعتبر الهيكل التنظيمي من أهم مخرجات عملية التنظيم التي لابد من معرفة كيفية تصميمه، أنواعه. وبهدف تكوين طلبة كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بصفة عامة وطلبة السنة الثالثة علوم التسيير تخصص إدارة أعمال باعتبارهم إطارات المستقبل، جاءت هذه المطبوعة لتكون مرجعا لاستيعاب مقياس تنظيم وهياكل المؤسسة، وذلك وفق البرنامج الوزاري المسطر لهم. لذا فقد تم تناول هذا المقياس من خلال خمسة فصول أساسية، جاء الفصل الأول بعنوان مداخل دراسة المنظمات والتنظيم بهدف تسليط الضوء على أساسيات إدارة أعمال المنظمات، وإعطاء مفاهيم أساسية عن التنظيم. أما الفصل الثاني فهو بعنوان نظريات التنظيم والهياكل التنظيمية والذي ركز فيه على تطور الفكر الإداري ( مدخل لنظريات التنظيم)، وإعطاء مفاهيم أساسية عن الهيكل التنظيمي. ليتم التركيز في الفصل الثالث على تصنيفات وأنواع الهياكل التنظيمية والمتمثلة في الآتي: الهيكل البسيط، الهيكل البيروقراطي، الهيكل القطاعي، الهيكل الغرضي، أنماط أخرى لهياكل التنظيم. أما الفصل الرابع فقد جاء بعنوان تصميم الهيكل التنظيمي، ليتم فيه تناول طرق ومداخل تصميم الهيكل التنظيمي، خطوات تصميم الهيكل التنظيمي، رسم الخريطة التنظيمية، الدليل التنظيمي. وفي الأخير الفصل الخامس فقد كان بعنوان محددات تصميم الهيكل التنظيمي.