تداولية المحظور اللغوي في القران الكريم

Abstract

تعنى التداولية بدراسة اللغة في الاستعمال شاملة العناصر اللغوية وغير اللغوية المكوّنة للخطاب، وقد سعى هذا البحث لدراسة تداولية المحظور اللغوي في القران، وبحث في طريقة استعمال اللغة والآليات اللغوية في الخطاب اللغوي المتضمن للمحظور، إضافة إلى إبراز أهمية التحليل التداولي في فهم معاني القران ومقاصده، وجدوى فاعلية التداولية ومباحثها في تأويل الخطاب وقدرتها على الوقوف على مضامين النص، وهذا باعتماد المنهج التداولي مستعينا بالوصف والتحليل، والخطاب القراني رسالة تمتد آثاره في النفوس والمجتمعات، والمحظور اللغوي حده أنه اللفظ المرفوض استعماله لعلة المنع التي تتنوع درجتها بين المحرم والمكروه لأسباب دينية واجتماعية ونفسية وغيرها، وقد وردت محظورات لغوية محرمة وهي التي تفوه بها أهل الكفر والضلال وفضحهم القرآن ونبه عليها، وعبّر عن محظورات لغوية مكروهة لا تستسيغها النفس بأسلوب ملطّف، وارتبط المحظور اللغوي بالسياق والمقام ومقاصد المتكلم، وهذه العناصر ضمن اهتمامات التداولية، فقد كانت دراسة متخصصة في الجانب الاستعمالي للغة بأقطابها الثلاثة: التداولية، والمحظور اللغوي، والمجال التطبيقي. وقد تضمّنت التوجيهات القرانية المباشرة وغير المباشرة في التعامل مع المحظور اللغوي، من خلال الآليات التداولية المتبعة في التعامل معه: كالإشاريات ومتضمّنات الأقوال والأفعال الكلامية، إلى جانب الاستلزام الحواري ومبادئ التواصل، والاستراتيجيات الموظفة التي تسهم في إنجاح التواصل وتفسير الخطاب؛ ومنها التضامنية والتلميحية والتوجيهية والحجاجية، كما سمح التحليل التداولي بالكشف عن الأبعاد التداولية للمحظورات اللغوية، التي مست مختلف المجالات ومستويات اللغة، مثبتا نجاعة التداولية في دراسة المحظور اللغوي وأبعاده، ومدى قدرة المتلقي على فهمها، وأنّ التعامل مع المحظور اللغوي يعبّر عن مدى النضج الفكري ورقي التفكير والثقافة، مع إبراز أثر وجمالية الخطاب القراني-الغني عنه-من خلال الأبعاد والقيم الإيمانية والتربوية والأخلاقية وغيرها... والتي انمازت بسمة التعليمية والتوجيهية من خلال قوتيها الإنجازيتين الحرفية والمستلزمة، كما انتهى البحث بجملة توصيات اهتمت باستثمار الخطاب القراني في الاستعمال اللغوي، وتشجيع توظيف الكلمات القرانية في المحافل الاستعمالية للغة خاصة في باب الحظر اللغوي، وتقويم اللسان وفق المنهج القراني.