Résumé:
لقد تناولنا في هذا البحث طرحا تاريخيا والذي بات مغيبا ومهمشا تماما، ونجد ذلك في التفكير الأفلاطوني الذي عظم من شأن النفس، في حين أن توما الإكويني نظر للجسد على أنه وسيلة وأداة، أما ديكارت فقد كان يعلي من شأن النفس دون أن يهمش جسده الذي إعترف بوجوده كشيئ جوهري ممتد، وآلة خلقها الله.
وقد شكل الجسد حظورا مع الفلسفات المعاصرة حيث أثبت نتشة أنه منبع إرادة القوة ولا يحتاج للنفس لميزته المتعالية، وقد ربط ميرلوبونتي بين الجسد والذات وإعتبرها شيئ واحد والذي مثله الجسد الحسي، كل هذا التطور التاريخي قد تبناه ميشال فوكو من خلال حفره المعرفي التاريخي للأفكار، ويقر بشأن تعظيم الجسد الذي يعتبره بمثابة سلطة، إذ إنتقد وفند كل الفلسفات والطروحات وخاصة الفكر السياسي البرجوازي الذي يقول بتهميش الجسد، فقد أقام فكرة تعظيمه والدفاع عنه من خلال الخطابات والمنادات بسلطة جديدة خارج مجال العنف وجعل للجسد مكانة عظيمة في الساحة الثقافية، والمعرفية، والسياسية، والأنطولوجية.