Résumé:
في غمار العولمة والتغيرات التكنولوجية السريعة، تزايد الاهتمام بالمؤسسات الاقتصادية
الصناعية منها والتجارية نظرا للدور الفعال الذي تلعبه في مجال التنمية الاقتصادية، لذا وجب الاهتمام
بتحسين أداء هذه المؤسسات وتطويرها من خلال الاستعمال الفعال لتقنيات الرقابة على التسيير
والإدارة، والتي من شأنها المساهمة في ترشيد عمليات صنع القرار في هذه المؤسسات، وكذا تزويد
المسيرين بمختلف المعلومات الضرورية والتي تضمن عملية التحكم الجيد والسير السليم لمختلف
الأنشطة والوظائف.
ومن بين أهم أساليب الرقابة على تسيير وإدارة المؤسسة نجد عملية المراجعة التي تعبر عن
الفحص الإنتقادي لمعلومات المؤسسة في شكل اختبار تقني صارم وبناء بأسلوب من طرف مهني
مؤهل ومستقل، بغية إعطاء رأي معلل على نوعية ومصداقية المعلومات المالية المقدمة من طرف
المؤسسة، وعلى مدى احترام الواجبات والقوانين في إعداد هذه المعلومات في كل الظروف وذلك
باعتماد المراجعة الداخلية أو الخارجية.
كما توجد أيضا عملية التحليل والتشخيص الاستراتيجي كأسلوب رقابي يقوم على تغيير نظرة
المسيرين إلى واقع مؤسساتهم والى البيئة الخارجية من خلال تحديد استراتيجيات واضحة ترشد
خطوات عملهم، ويستوجب إعدادها القيام بالأعمال التشخيصية والتحليلية لإمكانيات المؤسسة الذاتية،
ودراسة وتحليل فرص وقيود المحيط الخارجي لتسهيل رسم الإستراتيجية التي تحدد الأهداف الممكنة
التنفيذ في الواقع العملي.
كما تعتبر مراقبة التسيير من أهم أساليب الرقابة في المؤسسة حيث تلعب دورا هاما في التنبؤ
بالفرص والأخطار التي تواجهه المؤسسة، بهدف تدارك النقائص الموجودة والرفع من مستوى الأداء
لتحقيق الأهداف المسطرة، كما أنها تسمح للمسيرين بتقييم أدائهم ونتائجهم المحققة بالمقارنة مع ما كان
مخطط و تحديد الانحرافات وتصحيحها وذلك باستعمال مختلف الأدوات والتي تتمثل في نظام
المعلومات، والمحاسبة العامة والتحليلية، والتحليل المالي، والميزانيات التقديرية ولوحات القيادة.
إن تطبيق الأساليب الرقابية يمكن المؤسسة من تحديد قيمتها السوقية المحتملة ومعرفة مكانتها
الحقيقية في حالة إقدامها على الانضمام للسوق المالية، أوالاندماج، أوالشراكة، أوفي حالة البيع وعملية
التصفية. وعملية التقييم قد ترتكز على مقاربة الذمة المالية، التدفقات النقدية، فائض القيمة.
وقد توصلت الدراسة والتي تم متابعتها ميدانيا في المؤسسة الوطنية لمناجم الفوسفات
على تطبيق كل من أسلوب المراجعة الداخلية، وأسلوب مراقبة التسيير في مقابل "SOMIPHOS"
غياب أسلوب التحليل والتشخيص الاستراتيجي في المؤسسة، كما لايتم القيام بعملية تقييم المؤسسة لعدم
حاجة المؤسسة لها.