Abstract:
المدينة كائن مادي يستمد قوته من عدة عناصر نذكر منها المساحة، السكان و المباني و جميع مظاهر الحياة و العمران البشري، فلها دور هام في الاستقرار و توفير الراحة للإنسان و الحفاض على شخصيته و تاريخه كما تساهم في تفجير طاقته و إبداعاته الفكرية و العلمية بفضل توفرها على مختلف المرافق و التجهيزات و الخدمات و كذلك المؤسسات الضرورية و مصادر الكسب و العيش، حيث أن استخدام الأرض داخل المدن يقتضي تحديد مساحات مقدرة لتحقيق متطلبات المركز الحضري كتحديد مساحات للسكن و غيرها للمرافق العامة لكن لظروف معينة يصعب التقيد بتلك المساحات الأمر الذي قد يترتب عنه اختلال على مستوى المجال و سوء استعماله و صعوبة التحكم في نظام العلاقات الوظيفية بين الانسان و الوسط وعدم انسجام القواعد المسطرة مع القدرة الوظيفية للمدينة التي تواجه عدة صعوبات لعدم التلاؤم بين النمو السكاني السريع و توزيعه المجالي، فالتوزع الغير العادل للسكان على مستوى المجال يزيد من تأزم و تعقد الحياة الحضرية بها الأمر الذي يدعوا إلى البحث عن بدائل ووسائل لإيجاد فضاء مدني ملائم يخدم الانسان و يسير له سبل العيش و الاستقرار و من هذا تبرز أهمية إنشاء المدن وفق توازن مجالي بعيدا عن الاختلال بمجالها الحضري و الحرص على الاستخدام الجيد للأرض