Résumé:
الملخص:
نتیجة للنسق التصاعدي لظاهرة الفساد بشكل عام و جریمة استغلال النفوذ كشكل من
أشكالها كان لزاما على التشریعات الوضعیة الوطنیة إقحامها في المجال القانوني و تداول
مصطلحاتها، على غرار ما فعله المشرع الجزائري حیث عمد إلى وضع آلیات كفیلة
بمواجهتها و الوقایة و استحداث أسالیب بحث و تحري تتماشى مع تطورها من خلال
01 ) المتعلق بالوقایة من الفساد و مكافحته و إفراد جریمة استغلال _ سنه للقانون( 06
النفوذ بنص المادة 32 المحددة لمتطلباتها المادیة حیث جرمها في صورتین الأولى
ایجابیة تتعلق بالتحریض على استغلال النفوذ بالوعد و المنح و العرض للمزیة غیر
المستحقة و الثانیة سلبیة تتمثل في طلب أو قبول المزیة غیر المستحقة لاستغلال النفوذ
الحقیقي أو المزعوم لدى السلطة العامة، و كذلك استحداثه لآلیات بحث و تحري تتماشى
مع طبیعة جرائم الفساد بصفة عامة وجریمة استغلال النفوذ بصفة خاصة حیث لمسنا
تحدیثا من خلال تعدیل قانون لإجراءات الجزائیة الجزائري.
و تتمحور هذه المذكرة حول الإطار المادي لجریمة استغلال النفوذ مرورا بأهم
الإجراءات و الأسالیب المستحدثة المتبعة للكشف و التحري عنها من اعتراض للمراسلات
و تسجیل للأصوات و التقاط للصور، و كذلك أسلوب التسرب الذي تقوم به الضبطیة
القضائیة. و اشرنا كذلك إلى الآلیات الوقائیة و العقابیة المتعلقة بهذه الجریمة.
و انطلاقا من إشكالیة البحث و المتمثلة في مدى فعالیة السیاسة الجنائیة المنتهجة من
قبل المشرع الجزائري في الحد من جریمة استغلال النفوذ توصلنا الى قصور هذه السیاسة
نظرا للتزاید المستمر لهذه الجریمة و الدلیل على ذلك التقاریر الدولیة التي تحتل فیها
الجزائر المراتب الأولى في الفساد و كذا ما تشهده الساحة الوطنیة من تورط كبار
المسؤولین في جریمة استغلال النفوذ وسط تعتیم و صمت الجهاز القضائي الدال على
تأثره وعدم استقلالیته و هو الوسیلة المكلفة بحفظ الحقوق و إرساء مبدأ العدالة.