Résumé:
أدت التحالفات التي عرفها العالم قبل اندلاع الحرب العالمية إلى انقسامه إلى محاور متنافسة ومتسابقة من أجل التسلح، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات الدولية وتأزم في المواقف، فكانت نتيجتها حربا متعددة الأسباب مختلفة التطورات والنتائج، بدأت أوروبية ثم أصبحت شاملة لكل العالم، مخلفة جملة من النتائج على جميع الصعد والمستويات.
وكان لمؤتمر الصلح سنة 1919 أثرا بالغا في تحديد الخريطة السياسية لعالم ما بعد الحرب، إذ تغيرت هذه الخريطة واقتطعت أجزاء من دول وضمت لأخرى، وأدمجت مقاطعات مع بعضها مشكلة دولا أخرى جديدة، مما أثّر على العلاقات الدولية بسبب ظهور مشكل الأقليات، وزاد في تنامي الأحقاد والشحناء التي حاولوا الحد منها بحل الخلافات سلميا بعد استحداث عصبة الأمم 1920 رغم سيطرة الدول الاستعمارية الكبرى عليها، مع الاشارة إلى أن بعض التطورات خلال الحرب أثرت على مجريات الأحداث مثل الثورة البلشفية في روسيا.
وقد عرف العالم المعاصر بين الحربين تطورا واضحا خاصة بعد ظهور الأنظمة الدكتاتورية الجديدة ووصولها إلى السلطة مثل الفاشية والنازية والعسكرية في كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان والتي دفعت بالشعوب والدول تحت طائلة البحث عن المجال الحيوي والتوسع إلى حرب عالمية ثانية، وزاد في توتر العلاقات الدولية الأزمة الاقتصادية العالمية 1929 التي تعددت أسبابها واتسعت دائرة نتائجها على الصعيد الدولي خاصة في أوروبا، لتندلع الحرب العالمية الثانية بأسبابها المختلفة وتطوراتها العميقة ونتائجها الشاملة، والتي أثرت على الشعوب قبل الأنظمة نتيجة الدمار والإنهيار الاقتصادي الاجتماعي والمالي الذي طال العالم مما جعل قادته يفكرون في البحث عن وسيلة سلمية تنهي الصراع، فكان تأسيس هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 والتي حاولت جاهدة في بداية الأمر تحقيق هذا الهدف من خلال بنود مواثيقها التي تحث على السلام العالمي الشامل.
كان لانقسام العالم إلى معسكرين وتجدد صراع الحرب الباردة وظهور الثنائية القطبية الدور الأبرز في عودة التوتر وزيادة السباق من أجل التسلح إلى درجة امتلاك الأسلحة النووية التي أصبحت تمثل أقصى درجات الرعب المتساوي والتهديد العلني.