Résumé:
عرف المجال الثقافي والسیاسي في السنوات الأخیرة مفاھیما عدیدة تبلورت و شاعت وانتشرت في إطار ما یعرفه العالم من تغیرات في المفاھیم السائدة ، ومن أھمھا مفھوم " المجتمع المدني " كمؤشر، له مقارباته ونظریاته التي تؤكد على حیویته وأھمیته البالغة ، من خلال ما یوفره من وسائل یتسنى في إطارھا تصنیفه ضمن المؤشرات الفاعلة خاصة في المجال التنموي.
فقد برھنت التطورات المعاصرة على أھمیته كآلیة لتحقیق دیمقراطیة المشاركة و تعبئة المواطنین وتأكید الحقوق والمساھمة في عملیات الإصلاح والتحدیث السیاسي ، ومن ثم بناء فلسفة الحكم الراشد التي تشكل الأداة الأساسیة المستخدمة في ترقیة الممارسة السیاسیة للأنظمة السیاسیة والرفع من درجة جودتھا السیاسیة.
والمجتمع المدني يعبر عن مجموعة من المؤسسات والمنظمات التي تقوم على مبدأ التطوعية ، وهي غير ربحية ولا إجبارية ، وتلعب دوراَ مهما بين الدولة من جهة والمواطن من جهة أخرى لخمة المجتمع وتلبية طلباته وحاجياته ، فهي تساعد على السلام والاستقرار والتكافل الاجتماعي ، كما تلعب دوراً مهماً في نشر الثقافة والوعي بين المواطنين من خلال إعطاء الدورات وتوزيع النشرات المتعلقة بمواضيع مختلفة ، كما لديها القدرة على ترسيخ المبادئ الأساسية للحياة عند المواطن مثل التسامح وتقبل الآخر ، والشفافية والاحترام والعيش بسلام.
ويتكون المجتمع المدني من مجموعة من المؤسسات والجمعيات الأهلية المحلية الغير حكومية ، التي تنشط في مجالات مختلفة ومتعددة وتدافع عن المصالح المشتركة لمجموعة من الأفراد داخل المجتمع ، أو على المصالح العامة المشتركة للمجتمع وذلك حسب مجال تخصصها ونشاطها.
ونظرا لأهمية ومكانة مؤسسات المجتمع المدني في الحياة الإجتماعية والسياسية ، تطور دورها ومكانتها لتكون أهم شركاء الدولة لتحقيق معادلة الديمقراطية من جهة باعتبارها القناة الأصلح والأسلم بين السلطة والشعب من جهة ، وهي الموازن بينهما وبين حاجيات المجتمع واستجابة السلطة ، وكذلك باعتبارها أحد أهم الأسس لتحقيق مبادئ الديمقراطية الحديثة والديمقراطية التشاركية.