Résumé:
تعامل "جمال شحيد" مع مصطلح الحداثة من جميع الجوانب الثقافية التي تسمح للقارئ
بفهمها، ووعيها، إذ إن الحداثة الأوروبية ليست المرجعية المطلقة؛ فحداثتنا العربية إنما وجدت
فقط في الضفة الأخرى، لسبب وهو عدم تبلورها، وتجسدها في صورتها الكاملة، وقد تم هذا
الاكتمال، أو التجسد بسبب الصدمة التي أثارها لقاء ضفتي هذا البحر (الغرب، العرب) ثم إن
ردود أفعال العرب في تلقيم واستقبالهم لهذا الزخم الثقافي، والحضاري، قد تم في ثلاثة تيارات
تمثل الأول في الحماس المفرط، لكل ما هو غربي، أما الثاني وهو الذي لا يرى في الغرب
إلا مفسدة في الأخلاق، أما الأخير فهو غربان: غرب تنويري متطور، وغرب متعال. لقد
حاول الشرق العربي الاندماج في الحداثة الغربية، لكنه لم يساهم فيها إلا بالنزر اليسير، متذرعا
بأن هذه الحداثة مناهضة للدين والتراث