Résumé:
اقتضت حكمة الله -سبحانه وتعالى- أن ينزّل القرآن على رسوله -صلىّ الله عليه وسلّم- منجّمًا خلال ثلاث وعشرين سنة، حتى تكون النّفوس البشرية مهيأة لاستقبال هذا الفيض الإلهي، فكان للقرآن الكريم وللتعاليم الإسلاميّة أثر كبير في تغيير نمط حياة العرب بجوانبها الاجتماعية والثقافية والعقيدية وحتى الفنية الأدبية, فكان أكبر تحوّل سجّله التاريخ هو ظهور الإسلام، الذي جمع في تعاليمه بين الملموس والمحسوس أو المادي والرُّوحي والفكري والفني, فالقرآن الكريم شامل جامع لكلِّ ما يتعلَّق بالحياة، فحافظ على الإنسان ومشاعره، فحرّمت تعاليمه على البشر كلّ ما يسيء إلى إنسانيّة الإنسان من قول أو عمل، فرفعت بذلك قيَّمًا وحطّت قيَّمًا.
وقد سطّر الإسلام منهجًا ربّانيًّا استقت منه البشريّة أسس وقواعد تفكيرها وآدابها، فتغيّرت بذلك أنماط الفكر والتّفكير وكسرت مرآة أدب ساد قرابة قرن ونصف من الزّمن أو يزيد.
وما يهمّنا هنا من تلك المتغيّرات هو الحياة الأدبية عامّة والشِّعريّة خاصّة، وفي البداية نحاول أن نرى كيف نظر الإسلام إلى الشّعر؟. وما موقف الإسلام من الشِّعر والشُّعراء حسب لآراء؟.فتباينت آراء الباحثين -حول قضيّة الشِّعر قوّة وضّعفًا- في فترة صدر الإسلام بين مثبت وناف.