Résumé:
إن الانفتاح الذي عرفته الحياة المعاصرة وفلسفاتها ومعارفها منح الخطاب الشعري بطاقات التجدد والتبدل المفهومي، حتى غدا ظاهرة إبداعيةإلى حد التمييز والانفتاح بأساليب تعبيرية جديدة جعلته يكتسب ثراء فنيا على مستوى اللغة والصورة الشعرية والإيقاع الموسيقي، وذلك ما أدىإلىتسابق النقاد على دراسته، وفق نظريات مختلفة إلى حد التباين، ناهيك عما كان للشعراء من رؤى ومنطلقات في الكتابة تأخذ من خصوصية الذات الشاعرة، ولعل أبرزها الأسلوبية.
لقد استطاعت الأسلوبيةأن تشق طريقها وسط المناهج النقدية المعاصرة، في معالجتها للنص الأدبي، فبفضل جهود الدارسين أصبحت طريقة تهدف إلى دراسة الخطاب الأدبي، دراسة أدبية تعتمد على الموضوعية، إذأنها تستكشف خباياه من خلال بنياته اللغوية، معتمدة على طرائقها وأدواتها الخاصة في استخراج قيمه الفنية و الجمالية، وبناء على ذلك فإن غاية الأسلوبية دراسة البنيات الصوتية والصرفية واللغوية والدلالية والبحث عما يربط هذه البنيات، قصد معرفة ما يتفرد به الخطاب الأدبي وبناؤه اللغوي والوصول إلى تمييز القيمة الفنية والأدبية التي تختفي وراء هذه البنيات.