Résumé:
• تعتبر اللّغة وسيلة للتّعبير عن الأغراض عن طريق ثنائيّة اللّفظ والمعنى، وهي أيضا وسيلة لتحقيق هذه الأغراض من خلال رصد الغايات التي يرمي إليها الخطاب، وبين التّعبير والتّبليغ جسر متين هو المسلك بصورتيه القوليّة والفعليّة، وعليه؛ فإنّ التّخاطب سلوك غائيّ يرمي إلى تحقيق أغراض المتكلّم، إذ ينطلق مدفوعا بغرض دفين في نفسه ومتحكِّم في انتقاء المسلك الذي يضمن تحقّق الحدّ الأقصى من هذا الغرض، فيتعيّن عليه استعمال بنية لغويّة أو غير لغويّة دون غيرها، يتلقّفها المخاطَب فيحلّلها منطلقا من المسار العكسيّ الذي اختاره المتكلّم، بدءا بالمسلك ووصولا إلى الغرض الذي قد يتحقّق فنحكم على الرّسالة التّخاطبيّة بالنّجاح، وهذا مضمون نظريّة المسالك والغايات التي فصّل الحديث عنها محمّد محمّد يونس عليّ تنظيرا وتطبيقا على مختلف الخطابات كما مبيّن في ثنايا هذا البحث.