Résumé:
إن الغاية التي تريد التداولية الوصول إليه، هي دراسة الخطاب حجاجيا، لتميزه بتداول اللغة، بين
المخا ِطب والمخاطَب، وإقناع الآخر وفق منظومة متّسقة من الحجج والبراهين؛ والمنهج التداولي هام
وفعال في تحليل الخطاب الفكري والأدبي، خاصة من حيث كشف مكّوʭت وخصائص الأهداف
العامة لهذا الخطاب. ذلك أنه خطاب قائم على دراسة العلامات ومدى ارتباطها بمستعمليها أو
مؤوليها؛ أثبت البحث أ ّن المقال رغم عراقة جذوره الممتدة في الفنون الأدبية، يظل أهم الإبداعات والأُطر
التعبيرية الأدبية التي عرفها عصر ʭهذا، والذي وجد عناية خاصة، ولقد تراكم وجوده ليكون مادة
لعلم قائم بذاته هو – علوم الإعلام والصحافة– وأنه فن متعدد المجالات والأغراض فهو: )سياسي،
اجتماعي، أدبي، فني، إصلاحي، ثقافي...( وأنه أقرب الفنون الأدبية إلى وجدان الكاتب.
يُعتبر بيرلمان رائداً للبلاغة الجديدة، وذلك بتمكنه المنهجي من إخراج أهم المفاهيم والآراء التداولية
في الحجاج من صلب البلاغة القديمة وإكسبها طاقة حجاجية، يستعملها المحاجج في خطباته بغية
الإقناع