Résumé:
يطمح هذا البحث إلى مقاربة الخطاب الشعري مقاربة تداولية، لأنه رسالة لغوية هدفها في المقام الأول التواصل بين طرفين مرسل الخطاب ومتلقيه، ويحتاج المتلقي إلى التحصن بأدوات تعينه على التحليل مستعينا بالسياق، بما أن هذا الخطاب إيحائي يقوم على إضمار الكثير إذ يلجأ فيه منتجه إلى أسلوب التضمين بدل التصريح لأسباب كثيرة منها الجمالية الفنية، ومنها ما يتعلق بقوانين المجتمع أو الدين أو السياسة..
ونحن إذ نبحث في العلاقة بين الخطاب الشعري والتحليل التداولي نسعى إلى الكشف عن ممكنات التأويل في ظل الخصائص الأدبية للنص الشعري، وقد ارتأينا استثمار "الضمني" وهو من أبرز محاور التداولية يرتبط بما لا يُقال؛ أيْ الجوانب غير المصرّح بها في الخطاب، واخترنا لذلك ديوان "قمر الأندلسي الأخير" للشاعر المغربي المعاصر "محمد الطوبي" الذي نجد فيه ملامح التضمين وتضطلع بها اللغة الشعرية، على أنه يجدر القول إن الذي يُعنى به المتلقي صياغة المعنى الضمنيوأوجه اشتغاله، من هنا كان وُكْد البحث وغايته؛ أيْ الإجابة عن إشكالية: ما الآليات التي اشتغل عليها الضمني؟