الخطاب السياسي في الفضاء العمومي الافتراضي الجزائري : دراسة وصفية تحليلية مقارنة

Abstract

تهتمُ هذه الدراسة بالخطاب السياسي ضمن الفضاء العمومي الافتراضي الجزائري، ولتأطير هذه الدراسة تم صياغة التساؤل الرئيسي: ما طبيعة الفعل التواصلي في الخطاب السياسي الجزائري عبر الفضاء العمومي الافتراضي بين المجموعتين الافتراضيتين عينة الدراسة؟ للإجابة على هذا السؤال قمنا بتقسيم دراستنا هذه لثلاثة أجزاء و خمسة فصول، حيث أدرجنا في الفصل الأول الإطار المنهجي والمفاهيمي للدراسة، أين تطرقنا لمشكلة الدراسة، والاجراءات المنهجية للدراسة، وعينة الدراسة المتمثلة في مجموعتين افتراضيتين على فايسبوك، أما الجزء الثاني (النظري) تم حصرهُ في ثلاثة فصول، ففي الفصل الثاني عرضنا أهم المقاربات النظرية التي تم الاعتماد عليها، وهي: نظرية الفعل التواصلي، ونظرية المسؤولية الاجتماعية، ونظرية تحليل الخطاب، وفي الفصل الثالث المعنون بـ التأصيل الفكري لتواصلية الخطاب السياسي؛ تم التطرقُ لمختلف المفاهيم المتعلقة بالخطاب السياسي و تطور الخطاب السياسي في الجزائر، ومختلف مناهج تحليل الخطاب والاستراتيجيات الخطابية، والخطاب السياسي أثناء الحملات الانتخابية، والخطاب السياسي كممارسة رقمية، وفي الفصل الرابع المعنون بـ الفضاء العمومي الافتراضي تفاعل انساني وبُعدٌ سياسي؛ تم التطرق لتطور مفهوم الفضاء العمومي، ومعايير تشكل الفضاء العمومي، وخصائص الفضاء العمومي الافتراضي، ومواقع التواصل الاجتماعي كمساحة للديمقراطية الالكترونية ولتسويق الحملات الانتخابية. ضمن الفصل الأخير تم عرض بيانات الدراسة التحليلية التوثيقية، وقد توصلنا إلى أن الفضاء العمومي الافتراضي الجزائري يُقدمُ تنوعاً في المواضيع السياسية وتفاعلاً كبيراً للمستخدمين، والصراع المتضمن في الخطاب السياسي الافتراضي هو دليل على مدى الاهتمام بمناقشة قضايا الشأن العام الجزائري، وتعتبرُ الحملة الانتخابية أفضل فترة زمنية لصنع الخطاب السياسي، والخطاب السياسي الافتراضي الجزائري يأتي معظمه يحمل دلالة لمنفعة عمومية، و بنسبة كبيرة في شكل خطاب تأويلي توضيحي، أو خطاب متضمن لعلاقات القوة، ومُعظم الفاعلين المنتجين للخطاب السياسي هم مواطنين بهوية افتراضية أو حقيقية، وتطغى الهوية العامية السطحية على المشهد الخطابي أثناء الظهور، ويُركزُ الخطاب السياسي الافتراضي على عدة أهداف أهمها إبراز الذات، و إبراز الهوية الوطنية، أما أهم قيم المواطنة البارزة في الخطاب السياسي الافتراضي هي بناء علاقات الاحترام والثقة، وحرية التعبير، و يعتمدُ الخطاب السياسي الافتراضي الجزائري على استراتيجيتين للإقناع والتأثير وهما: الاستراتيجية الخطابية التضامنية، والاستراتيجية الخطابية الإقناعية؛ ومعظم الخطاب السياسي الوارد في الفضاء العمومي الافتراضي الجزائري يأتي في شكل سطحي وخالي من الحجة والدليل، أما الخطاب الذي يعتمدُ الحجة نجدهُ يستخدمُ الحجج العقلية أكثر من بقية الحجج الأخرى، ومعظم الخطاب السياسي الافتراضي يناقش قضية واحدة فقط في ذات المنشور، أما الاهتمام بمناقشة قضايا الشأن العام ضمن الفضاء العمومي الافتراضي الجزائري فهي تتراوحُ بين الاهتمامات الجدلية والتفاعلية وأخرى سطحية أو خاصة، لكن تطغى الاهتمامات التفاعلية الجدلية العقلانية في معظم الأحيان، و الخطاب السطحي الانفعالي هو المسيطر على الخطاب السياسي الافتراضي الجزائري، وهو يوفرُ مبدأ التفاعل بين المستخدمين، لكنه لا يوفر فعلاً تواصليا بالمفهوم الهابرماسي، ويبدو أن الفضاء العمومي الافتراضي الجزائري يوفر مبدأ الحرية ومبدأ الاختلاف كشرطين أساسيين لتحقيق فضاء عمومي وفق العقلانية التواصلية.