Résumé:
مثلت تجربة عز الدين جلاوجي المسرحية للأطفال نقلة نوعية في عالم الإبداع الفني للطفل في العالم العربي عامة، وفي الجزائر على وجه الخصوص، سعيا منه لخدمة الطفل وتنمية مهاراته، وصقل مواهبه، وكذا بناء خيالاته، وذوقه الفني والجمالي. لذا كانت مجموعته المسرحية "أربعون مسرحية للأطفال" مدونة درامية تعليمية، كشفنا من خلال مقاربتها موضوعيا وفنيا عن مكامن نصوصها المسرحية بنية ومضمونا. فضمن المكان المسرحي اشتغل الكاتب على نمطين من أنماط الأماكن الفنية وهما: الأماكن المغلقة والأماكن المفتوحة، وما تضمناه من أبعاد وقيم هادفة لبناء شخصية الطفل وترسيخ قيمة المكان في حياته.
أما الزمن الدرامي في نصوصه الطفلية فكان محملا بمحمولات تاريخية وطنية، وأخرى اجتماعية أخلاقية، وثالثة ارتبطت بزمن الترفيه عن المتلقي الصغير عبر عنصر الحكمة والفكاهة. ليكتمل صرح الدراما الطفلية عند عز الدين جلاوجي، حين قدم نماذج الشخصية المسرحية بصيغ وأشكال متعددة تحاكي الواقع وتعانق التاريخ. كما ترسم جيل الغد وبناة المستقبل. لتتوزع الشخصيات الفنية بين الارتكازية والمساعدة. منها ما ارتبط بالشخصيات البشرية الواقعية شديدة الصلة بالطفل كالأسرة والجيران، ومنها ما ارتبط بعالم الحيوان الذي مثل معادلا موضوعيا لعالم الإنسان وتناقضاته.
لقد صاغ عز الدين جلاوجي تجربته التربوية والتعليمية من خلال إبداعه المسرحي الموجه للطفل، فعدد بذلك في جملة مضامينه المسرحية، لتعدد أهدافها وغاياتها، فمنها ما كان تعليميا تربويا، ومنها ما كان وطنيا، وآخر تهذيبيا ودينيا، وكذا أخلاقيا.