Résumé:
ارتبط الاحتلال الفرنسي في الجزائر بفكرة الاستيطان والاستغلال الاقتصادي، الذي جسد وفق منظومة استعمارية متكاملة من خلال اليات قانونية واستراتيجية سايسية و اقتصادية تنطلق من مفهوم ان الجزائر امتداد طبيعي لفرنسا، فكانت المنشات القاعدية على راسها مشروع سكة الحديد الانسب لتحقيق تلك الاهداف. كما يتضح ذلك من خلال مشروع خط بونة - تبسة الذي سهل عملية نقل مختلف الثروات الطبيعية من المناطق الداخلية للتصدير وربطها بالاقتصاد الفرنسي من جهة، وتشجيع حركة الاستيطان وتغيير البنية الديمغرافية للسكان المحليين من جهة أخرى، مما أدى إلى ظهور البؤر الاستيطانية على طول الخط، واستحواذ المستوطنين على القطاع الزراعي وتشجيع المزروعات النقدية
وجذب الرأس مال الأوروبي، بالمقابل خنق الاقتصاد المحلي للجزائريين وطردهم من اراضيهم نحو المناطق الجبلية والفقيرة. كل ذلك أدى بالإدارة الاستعمارية إلى الاهتمام الكبير والمتزايد بقطاع سكة الحديد والتي اثرت بدورها على حركة القطاع البحري وتطوير الموانئ. وان كان هذا المشروع في ظاهره وسيمة حضارية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال ربط مختلف الأقاليم وتسهيل عملية النقل والتنقل، إلا أن في حقيقته كرس فكرة الاستعمار ودمر الاقتصاد المحمي وأثر على النسيج الاجتماعي للجزائريين.