Résumé:
يعتبر الموروث الشعبي مادة خاصية وترجمة بليغة لمشاعر العامة من خلال تراثه واعتنائه بألوان وضروب نسقيه مثيرة من التعبير والإيماءات التي تبين مراحل متباينة من التاريخ البشري والكيان الإنساني، فهو مجموعة من الأشكال التعبيرية التي تعتمد أحيانا على اللغة ، كما تتوصل الحركة أحيانا والإيماءة أحيانا أخرى لترسم لنا بذلك لوحات فنية إبداعية تعبر عن تاريخ جماعي لصور سذاجة التركيب وبلغة بسيطة في شكلها عميقة في معناها ومركزة في محتواها تسعى جاهدة للتعبير عن عادات وتقاليد وطقوس الجماعة باعتبار أنه خلاصة لتجارب عبر أجيال متتالية تداولاته مشافهة في الأفراح و المسرات ، كما في الأحزان والمآسي، وفي زمن الحروب والكوارث كما في زمن السلم والازدهار لا لشيء سوى أنه فن لفظي يعتمد على أقوال صادرة يرسلها متلق بطريقة شفهية ليتواصل تناوله أجيالا بأذهان مختلفة وأساليب متعددة اخترنا منها الحكايات الخرافية في منطقة تبسه وعلاقتها بثقافة المجتمع
وقد ارتأينا أن نأخذ الموضوع من ناحية تاريخية وأدبية وفنية بدراسته دراسة تحليلية وصفية لمجموعة من الحكايات تم جمعها من المنطقة وعددها ثلاثة عشر حكاية ، حيث اعتمدنا في هذه الدراسة الجمع والتنسيق والتبسيط وحذف الإطالة المملة والحشو الزائد لكي لا ننسى موضوع الدراسة وذلك بتنظيم خطة تتكون من مقدمة وخاتمة بينهما مدخل وأربع فصول متتالية .
- المدخل:التعرف على مصطلح الحكاية ولماذا قلنا حكاية ولم نقل قصة ؟
- الفصل الأول: التعرف على المنطقة بتحديد العوامل السياسية والثقافية والتاريخية والجغرافية لمنطقة تبسه .
- الفصل الثاني:مدى مطابقة الحكاية الخرافية لظروف العيش في منطقة تبسه.
- الفصل الثالث:عملية الجمع والتنسيق وإسقاط خصائص الحكاية الخرافية على جملة الحكايات التي بين أيدينا والخروج بوظائفها المتواجدة في المنطقة.
- الفصل الرابع : ارتأينا التعرف على الحكايات من خلال بيئتها الفنية وذلك بدراسة المتواليات التي تتكون منها الحكاية ورصد وظائف كل متوالية والعلاقة بينهم .
وهذه الدراسة التي بين أيدينا جهد شخصي متواضع دفعتني إليه الرغبة الجامحة وحاجة الطلاب والمثقفين في مختلف المستويات إلى دراسة ميدانية مبسطة عن موروث منطقة تبسه ، إما يكون في يوم من الأيام مرجع ودليل بذلك بعض الصعوبات التي تجابههم وترغبهم في البحث والعناية أكثر .