Résumé:
يهدف هذا البحث إلى قراءة الرّواية المغاربيّة المكتوبة في مطمع الألفيّة الثّالثة قراءة بديلة ، من حيث محاولته الكشف عن الأنساق الثّقافيّة الثّاوية في نصوص مجموعة من الرّوائيّين، والّتي تعكس في ذات الوقت مستوى وعي الروائي المغاربي بقضاياه المتشابكة والمتناقضة، وصراعه المفتوح مع السلطات الّتي تختزل روح الجماعة الضّاغطة للسيطرة على الواقع واحتوائه. ومن ثمّ يتحوّل الى النص الرّوائي إلى فضاء واسع يمنح الكاتب فرصة للتّخلص من فعل الهيمنة الممارس عليه باستمرار، وفتح أفق جديد للتّطلع إلى المستقبل بوصفه زمنا منفتحا على كل الاختلافات التي تنصهر وتتلاشى في حضرة الإنسانية.
من هنا اتّخذت هذه الدراسة المنهج الثّقافي مسلكا جديدً للموصول إلى عوالم النّص العميقة، باهتمامها بالجانب الإيديولوجي المتواري خلف الجمالي، لتعلن بذلك تحوّلًا جذريا في مسار الدّراسات النّقديّة السّابقة التّي تقف عند حدود الجمالي فقط، فتشلّ بذلك استشرافات الوعي بحقيقة النّص الروائي الّذي يعكس إلى حدّ بعيد أبعاد الواقع.