Résumé:
تشتغل هذه الدراسة على ظاهرة التجريب في الرواية العربية الجزائرية المعاصرة، باعتماد نماذج ممثلة في أعمال محمد ساري الروائية التي انفتحت على آفاق المغايرة والمغامرة الإبداعية، حيث جاءت حاملة لرؤية نقدية من خلال طرح الأسئلة دون منح الإجابات، وطالما الرواية بصفة عامة جنس غير مكتمل وفي تطور مستمر على حد تعبير منظر الرواية الروسي ميخائيل باختين، فإن هذا الانفتاح والقابلية على التغير المستمر يمنح الكتابة الروائية شرعيتها في نبذ ما هو سائد بطرح أسئلة فنية مستجدة على مستوى الأشكال والمضامين، بولوج آفاق بكر في الكتابة تجعل الرواية أكثر مرونة في تعاملها مع الواقع وكشف كل ما يعتريه وكل ما يريد الروائي نقله وفق فلسفته الخاصة، وهذا ما يتيح للرواية الخصوصية الفنية التي لا تتأتى إلا وفق اعتماد طرق وآليات في الكتابة تكون قادرة على
احتواء كل هذا الزخم الموجود في العالم سواء بالعودة للتراث العالمي أو المحلي الذي يصبح ضمن نسيج بناء الرواية وخادما لها، كما أن أساليب السرد وطرقه في رواية التجريب تعلن عن تمرد واضح على كل الثوابت والأعراف الكلاسيكية الخانقة التي كرست مع الأعمال الروائية السابقة على عديد المستويات: كاللغة (مثلا اعتماد مستوى لغوي واحد(، والشخصيات )الوصف المفرط للشخصية(، والأحداث )تأتي متسلسلة وفق منطق السببية(، والزمن )منطقية الزمن(، والمكان ( كان يمثل ديكورا فقط(،... فكل هذه المقولات التي عفى عنها الزمن أصبحت مبعدة في الرواية المعاصرة، وللوقوف على جل التغيرات التي طرأت على الرواية العربية الجزائرية وجدن أعمال الروائي محمد ساري مسكونة بروح المغامرة المتجسدة في هاجس البحث عن أشكال فنية جديدة تكون قادرة على استيعاب متغيرات العصر والواقع من خلال استحداث عديد التقنيات في الكتابة الروائية كاستثمار التاريخ واعتماد التناص...، في الفصل الأول التجريب نشئ الأصول، والفصل الثاني التجريب في الرواية الجزائرية أما الفصل الثالث فجاء التجريب عند محمد ساري.
