Résumé:
رواية كولونيل الزبربر "للحبيب السائح" هي عبارة عن رواية جزائرية تعكس واقع مُر للشعب الجزائري، فهذه الرواية استطاعت ان تعبر عن فترة حاسمة في الريخ الشعب الجزائري، فترة العشرية السوداء، وذلك من خلال شخصية "الطاووس" وهي طبيبة أطفال تعمل مع زوجها حكيم في الصحراء فعادت بذاكرتها إلى أجدادها من خلال شخصية "مولاي بورقزة"، وهو ضابط سابق في صفوف الجيش خلال فترة التحرير الوطني الذي يغادر الجندية والسياسة عقب الاستقلال، احتجاجا على إعدام الحكومة لأصغر عقيد في صفوف جبهة التحرير الوطني الشعبي في عام 1964 بتهمة الخيانة والانفصالية، كما استرجعت تاريخ والدها "جلال الخضري" المكنى بكولونيل الزبربر شبهه إلى جبال الزبربر التي كانت مقرا للعمليات ضد الإرهاب، كما انتقل إلى أكاديمية شرشال للمنظمة المسلحة وصولا إلى إقحامه في عمليات ليكون أول ضابط يشكل فصيلة لمقاومة الجماعات الإرهابية، فكان الرد عليه من قبل الإرهاب بقتل زوجته "باية" الذي كان له أثر كبير في نفسية كولونيل الزبربر، وهذا أدى إلى إنعزاله في حزنه الشديد على رحيل زوجته، كما تم قتل ابنه ياسين وهو ضابط في صفوف الأمن، فعند محاولته تحريرها من قبضة جماعة مسلحة تم قتله، وهذا يدل على وحشية الإرهاب والوضع المأساوي الذي وصلت إليه الجزائر.
إذا رواية الحبيب السائح عبرت عن التشابك الموجود في الرواية من كرة وموت وذم ومعاناة الشعب الجزائري، فقد استطاعت الرواية ان تنتقل من كونها مجرد فن إلى آداة ووسيلة تعبر عن الواقع بمختلف وحشيته وتنقل لنا حقائق عاشتها الجوائر خلال فترة زمنية معينة، فنجحت هذه الرواية في نقل واسترجاع هذه الحقبة الزمنية خلال فترة العشرية السوداء.
