Abstract:
لا يكاد يظهر للعيان ، تأثير التوسعات الحضرية لمدينة تبسة على تسيير شؤونها ، في بعدها
المجالي و الديموغ ا رفي ، لكن التحليل المعمق اعتماداً على الاحصائيات و البحث الميداني و اعتماداً
أساساً على الد ا رسات السابقة و هي ضئيلة جداً مقارنة بحجم الموضوع و مدى تأثيره على الانسان بالدرجة
الاولى و الطبيعة بالدرجة الثانية ، فالتوسعات الحضرية بالمدينة جعلت منها تنمو نمواً غير مستديم و
جعل مجالها عرضة للبناء الغير شرعي و الى المضاربة العقارية.
ولقد كان للم ا رحل التي مرت بها المدينة الأثر الكبير في تحديد و توجيه هذا النمو العم ا رني فمن النواة
( المركز الروماني ) التي تتميز بطابعها المعماري و العم ا رني اللذان تأث ا ر بالطابع العربي الاسلامي الى
النسيج الاستعماري الذي فرضه هذا الأخير لبسط سيادته على المنطقة ، و وصولاً الى ما بعد الاستقلال
و ما أملته ظروف الج ا زئريين الاجتماعية و الاقتصادية و ما ا زمنها قلة الكفاءة و الخبرة و قلة
الامكانيات للنهوض بتنمية شاملة تمس جميع القطاعات و تنظر لمستقبل دائم لهذا البلد.
فكانت النتيجة استي ا رد ب ا رمج و نظم تسيير غريبة لا تمت بأي صلة لمجتمعنا. و في ظل هذه الظروف
التي عرفتها جميع المدن الج ا زئرية ، شهدت مدينة تبسة كذلك هجرة كبيرة من الريف و من البلديات
المجاورة لها ، مما ترتب عنها هذا النمو المتسارع للمدينة، آخذاً شكله الحالي و الذي لعبت كذلك العوائق
الطبيعية التي تميز المنطقة في رسم حدوده ، ولعل وجود السلسلة الجبلية التي تعترض جنوب المدينة قد
9 توسع ''مخطط'' و قسم جنوبي غير ، ساعد على تقسيم المدينة الى قسم شمالي متمثل في القطاعات 8
مخطط ( عشوائي) بالإضافة الى تكوين أحياء فوضوية أخرى مثل حي الزيتون و المي ا زب .
و أمام هذه التوسعات المجالية الكبيرة بفعل النمو الديمغ ا رفي للمدينة ، ظهر فشل المهيأ و المسير
بالتكفل في توفير احتياجات مواطنيه على جميع الاصعدة ، السكن ، التعليم، الصحة ، الثقافة
،الترفيه ، التهيئة العم ا رنية ...الخ من ضروريات الحياة اليومية للمواطن في ظل مدينة مستدامة.
و هنا نخلص الى أن هاته التوسعات أثّرت و تأثّرت بنواة المدينة و المدينة ككل في جميع
المجالات