Résumé:
تبعا لأهمية الدراسات الحضرية في ميدان الجغرافيا وتهيئة الأقاليم، تأتي هذه الدراسة الميدانية التحليلية لإحدى المدن الجزائرية
الكبرى، وهي مدينة تبسة ذات الموقع الجغرافي الهام كونها تقع ضمن نطاق الهضاب العليا الشرقية للوطن على الحدود الجزائرية
التونسية، مما جعلها منطقة لارستقرار البشري منذ القدم، حيث شهدت نموا سكانيا وعمرانيا كبيرا، جعل منها مدينة جالبة
للسكان والاستثمار. غير أن النمو الحضري للمدينة وتوسع نطاقها العمراني بشكل متسارع، خلق تباينا في نسيجها العمراني
والمعماري، مما أدى إلى ظهور فوارق مجالية واضحة بين مختلف الأحيا السكنية بالمدينة، خصوصا تلك الواقعة على أطرافها بعيدا
عن المركز. كما بينت الدراسة أن هذه الفوارق المجالية كان لها تأثير محدود في النمط المعيشي للسكان، الذي بدوره أدى إلى
تأثيرات متفاوتة على جودة الحياة الحضرية للسكان بين مختلف أحيا المدينة، إذ المارحظ أنه فعار كلما ابتعدنا عن مركز المدينة
زادت معاناة السكان مع غياب العديد من الخدمات والمرافق القاعدية، ويبرز ذلك بشكل أكبر في الأحيا غير المخططة أو ما
يعرف بمناطق السكن العشوائي، كما يتجلى أيضا في الأحيا السكنية المنشأة حديثا والتي تقع في غالبيتها في أطراف المدينة. أمام
هذه الوضعية وبنا على هذه النتائج البحثية، أضحى التدخل العاجل والعقارني ضرورة وحتمية للتقليل من حدة الفوارق وتحقيق
التوازن المجالي بين أحيا المدينة بالتنمية الشاملة التي يجب أن تمس كافة النطاقات الحضرية وجعل من جودة الحياة مفهوما يتميز
بالمرونة والحركية حتى تتار م مع تصور السكان