بنية الخطاب الروائي في رواية الديوان الإسبرطي للروائي عبد الوهاب عيساوي

Abstract

تدور أحداث رواية الديوان الإسبرطي في فضاء زمني من 1830 إلى 1833 ، وىي الفترة التي تمثل نياية الحكم العثماني في الج ا زئر وبداية الإحتلال الفرنسي، فنجد ثمة خمس أصوات أربعة رجال وام أ رة, اثنان منيم يمثلان فرنسا, وثلاثة يمثمون الج ا زئر, وقد قسم الكاتب روايتو إلى خمس أقسام, وكل قسم يتناوب عمى سرده خمس شخصيات. فنجد شخصية )ديبون( الصحفي الفرنسي المتعاطف مع الشعب الج ا زئري, وىو الذي يكتب تاريخ الحممة عمى الج ا زئر, يقف في تعارض كامل مع شخصية )كافيار( الذي يمثل الاحتلال الفرنسي والشخصية الحاقدة لكل ما ىو عربي وتركي, تمك الشخصية التي تعاني اليزيمة فقد شارك في معركة واترلو إلى جانب نابميون الذي ىزم عمى أيدي الانجميز, وكذالك تعرضو للاعتقال لدى الأت ا رك في الج ا زئر ومعاممتو كالعبيد, فبقيت آثارىا النفسية عمى شخصيتو, ودلالاتيا في سموكو مع الأخرين, أما شخصية )ابن ميار( فتمثل الشخصية الج ا زئرية المدافعة عن القضية الج ا زئرية بالطرق السممية, ويقف في وجو الأت ا رك, ثم في واجو الفرنسيين بالع ا رئض والمناشدات, لذلك يتعارض مع شخصية )السلاوي( الذي يسعى لمدفاع عن الج ا زئر بالكفاح المسمح والعنف, ويمومو عمى قتل شخصية " المزوار " التي ترمز إلى الشخص المتعاون والمتقمب مع كل السمطات, أما شخصية )دوجة( فتمثل شخصية الم أ رة الج ا زئرية التي انيكت ك ا رمتيا عمى أيدي الأت ا رك ثم الفرنسيين, حيث يقتل كافيار الفرنسي والدىا, ويموت أخوىا لأنو لم يجد العلاج, وىي مرتبطة بعلاقة حب مع " السلاوي". ورغم توزع السرد بين خمس شخصيات أساسية, فثمة شخصيات ثانوية ساىمت في اكتمال دور ىذه الشخصيات )المزوار, لالة سعدية, لالة زىرة, عائمة دوجة, الباشا العثماني, الحكام الفرنسيين(. إذن فالشخصيات السردية في الرواية تم رسميا بعناية, وتعبر عن مواقف سياسية واجتماعية وانسانية وركزت الرواية أيضا في كشف الكاتب عن السياسة التي اعتمدىا ونيجيا الأت ا رك والفرنسيون في استعمارىم لمج ا زئر, وم ا ررة العيش التي ذاقيا الشعب، وقد قام بالحفر في الحقائق التاريخية، كأسباب إحتلال فرنسا لمج ا زئر وحادثة المروحة. وفي نياية الرواية يتحدد مصير كل شخصية، فكافيار يظل مسيط ا ر بدوره الاستعماري، وىو نفسو من وافق عمى ترحيل ابن ميار رفقة زوجتو، أما ديبون فقد اختار العودة إلى مرسيميا بعد كشفو لحقيقة دواعي احتلال بمده لمج ا زئر عكس ما كان يأممو من ىذه الحممة، أما دوجة فبقيت وفية لحمة السلاوي، فاستقرت في بيت لالة زىرة منتظرة عودة السلاوي بعد التحاقو بجيش الأمير.