Résumé:
عندما تغیب المبادئ و القیم الأخلاقیة یصبح المحظور مباحا، وتصبح العلاقات الانسانیة
تحكمها مبادئ المصلحة و سلطة القوي التي خدمت الكثیرین في مواجهة مواقفهم الحیاتیة، الا انها
في المقابل شكلت عاملا مهددا لسلامة المجتمع وتطوره، وهي ظاهرة الفساد التي تغلغلت في
المجتمع وأصبحت امرا ضروریا ، ومتوقع حدوثه في اي لحظة یكون فیها الفرد له الرغبة في
الوصول على حساب الآخرین.
و تســـعى هـــذه الدراســـة الـــى الكشـــف عـــن الهیئـــة الوطنیـــة للوقایـــة مـــن الفســـاد ومكافحتـــه ودورهـــا
فــــــي حمایــــــة المــــــال العــــــام التــــــي رصــــــدها المشــــــرع لمواجهــــــة هــــــذه الظــــــاهرة فــــــي الجزائــــــر، لان
التصــــدي للفســــاد یســــتدعي وجــــود اجهــــزة تســــعى لمكافحتــــه ومحاربتــــه و الوقایــــة منــــه لــــذلك فقــــد
قســـمنا هـــذه الدراســـة الـــى فصـــلین تضـــمن الاول الاطـــار المفـــاهیمي للهیئـــة الوطنیـــة للوقایـــة مـــن
الفســــــاد ومكافحتــــــه، امــــــا الثــــــاني فتضــــــمن نطــــــاق عمــــــل الهیئــــــة الوطنیــــــة للوقایــــــة مــــــن الفســــــاد
ومكافحتـــه ودو رهـــا فـــي حمایــــة المــــال العـــام ، هـــذا مـــا تناولنــــاه فـــي دراســـتنا والتـــي عالجنـــا فیهـــا
اشـــكالیة فـــي غایـــة الاهمیـــة وهـــي: مـــا مـــدى جـــدوى إنشـــاء الهیئـــة الوطنیـــة للوقایـــة مـــن الفســـاد و
مكافحته و دورها في حمایة المال العام ومدى قدرتها على الحد من الفساد ومكافحته؟
وتوصلنا الى ان الاجابة عن هذه الاشكالیة لیس بالأمر الهین بل تحتاج الى وضع استراتیجیة
وقائیة و علاجیة فعالة لمواجهة الفساد تقتضي التركیز على كل الجوانب التي تفشت فیها هذه
الظاهرة بالإضافة الى ضرورة توافر ارادة الاصلاح سواء من قبل المجتمع باعتباره فاعلا اساسیا
في معركة مكافحة الفساد ، او من قبل الهیئات و الاجهزة المعنیة بالمكافحة