اسس الفكر العقلاني عند رونيه ديكارت

Abstract

ظهرت الفلسفة الحديثة في القرن 17 ميلادي، بعد مخاضات عسيرة شهدتها أوروبا والعالم الغربي بصفة عامة إثر صراعها المرير مع الكنيسة ورجال الدين وهذا ما أفرز تيارات تحررية خلال القرنين 15و16م، أبرزها النزعة الإنسانية وحركة الإصلاح الديني كل هذا توج بظهور المذهب التجريبي مع فرانسيس بيكون والتيار العقلاني مع رونيه ديكارت في فرنسا حيث ان ديكارت يعتبر هو مؤسس الفلسفة الحديثة ولقب ب أبو الفلسفة الحديثة حيث أنه رسم منهجا ومذهبا خاصا به وقدم نظريات في العلم كالرياضيات والفيزياء ، وأن العقل عنده مهما كان موازي للواقع يبقى عقل إبستيمي إنساني اي ليس هناك وجود عقلي خارج الإنسان، ويوحد مجال المعرفة ويركز على ضرورة الوضوح واليقين والحدس والاستدلال، وشبه ديكارت الفلسفة الحديثة بالشجرة التي جذورها الميثافيزيقا وجذعها هو علم الطبيعة او الفيزياء وفروعها هي الطب والميكانيكا والأخلاق، وأن فلسفته رمز للحداثة الغربية وان الشك أساسها وهو شك واعي ومنهجي للوصول إلى المعرفة وليس شك من أجل الشك كاليونان، او شك مرضي، غير ان ديكارت يستثني حقيقة واحدة "أنا أفكر إذا أنا موجود"باعتبارها حقيقة واقعية لا شك فيها، وكأي مذهب وفلسفة نجد لها إمتدادات وإنتقادات مثلا نجد لايبنتز الذي اعتبر المنهج الديكارتي له نقائص ولا يفيد الباحث في شيء، أما هوسرل اعتبر ديكارت الفيلسوف الذي قام بأهم إكتشاف في تاريخ الفلسفة اي اكتشاف"الكوجيتو" وسمى الفينومينولوجيا في كتابه أنها”ديكارتية جديدة”، ومن أهم المدارس التي عارضت ديكارت المدرسة الوجودية والمدرسة التأويلية فالمدرسة الوجودية اعتبرت فلسفته منسلخة عن الواقع، وأن المسلمة التي انطلق منها ديكارت- أنا أفكر إذا أنا موجود - ناقض الواقع والحقيقة. اما المدرسة التأويلية اخذنا بول ريكور نموذجا والذي اعتبر الكوجيتو حقيقة باطلة. وان هذه الانتقادات لا تنقص من أهمية رونيه ديكارت شيئا.