Résumé:
بعد تسليط الضوء على مفهوم التطرف العنيف ، والمفاهيم المرتبطة به ، لتحديد العلاقة بينه وبين
المصطلحات المشابهة ، تم اعطاء لمحة تاريخية بسيطة عن أهم المحطات التاريخية التي سجلت فيها
حوادث متطرفة ، شكلت فيما بعد مرجعا تفسيريا لجنوح الأفراد والجماعات الى التطرف ، ومن ثم العنف
، ثم تطرقنا لدراسة الظاهرة من حيث النظريات المفسرة للسلوك المتطرف والعنيف ، ودراسة الجذور
الحقيقية لميلاد التطرف ، بدءا بالتركيز على الخصائص النفسية ، والعوامل الوراثية ، والبيئة الحضارية ،
والموروث الثقافي بالإضافة الى المعتقد الديني ، دون أن ننسى العوامل الاجتماعية والاقتصادية باعتبارها
محركا أساسيا في تحريك الرغبة في التطرف ، كما عملنا على اعطاء صورة عامة عن مظاهر التطرف
في العالم ، والتركيز على العالم العربي والاسلامي ، باعتباره الموطن الأكثر بروزا في مظاهر التطرف ،
وفي اطار الدراسة حددنا منطقة المغرب العربي لتسليط الضوء على استراتيجيات دوله ، للتصدي للتطرف
العنيف نظرا لاستهدافها في السابق بالأفكار والمشاريع المتطرفة والعنيفة ، وتهديدها الحالي لنفس الغرض
وبأساليب جديدة ، تقتضي معها توصيف الظاهرة بشكل جيد ، والوقوف على مشاريع صانعي القرار في
دول المغرب العربي للتصدي للظاهرة أو على الأقل الحد من تأثيرها ، وأخيرا عالجنا الموضوع من
الناحية الفكرية في محاولة للوقوف على تصوير الواقع الأمني المغاربي ، في ظل تطورات دولية واقليمية
أمنية خطيرة ، ومعه تم اقتراح حلول فكرية ، لمواجهة أي مد فكري متطرف على المدى الطويل ، وأي
موجة عنفية ممكنة ومتوقعة ، من خلال ملامسة الأخطاء القديمة وتجنبها ، وعصرنة وسائل المكافحة ،
وتغيير السياسات ، وافساح المجال لكل مظاهر الديمقراطية ، دون التخلي عن الحذر الأمني المطلوب