Résumé:
لقد أصبح التناص من أبرز وأهم العناصر والمفاهيم النقدية التي فرضت وجودها في الساحة
الأدبية، فقد نجح في احتلال المقام الأول في المجال النقدي، وذلك من خلال تسليط الضوء على
النصوص الإبداعية ورصد تعليقاتها وتمييز رديئها من جيدها، فقد أضحى مهمة الدارس أو الباحث في
بحثه، فيصير التناص بمثابة مرآة عاكسة للنص، فمن خلاله يستطيع الباحث فك شفارت النص ومعرفة
نسيج البنية النصية وتحليلها ومعرفة مكوناتها وأصولها الأولى، فيعتبر التناص أحد المعايير الأساسية
المحققة للنصية ومعرفة جماليتها ودلالتها، وهو بذلك حصيلة تفاعل نصوص سابقة ومت ا زمنة، تتداخل
وتتصارع في نفس المؤلف وتخرج بشكل ن ص متكامل.
فكان "عبد المالك مسعودان" وجهتنا في ديوانه "الملاحم والخروج الأخير"، فقد وقع اختيارنا على
هذا الموضوع لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية، أما الذاتية فتتمثل في الرغبة على التعرف على تاريخ نشأة
وتطور التناص والغوص في ثناياه ومعرفة آثاره في الدرس اللساني العربي، أما الأسباب الموضوعية
تكمن في امتياز التناص عن غيره من المواضيع النقدية وامتلاكه علاقات مترابطة بين مجموعة مختلفة
من النصوص.