Résumé:
يذهب الغذامي إلى أن القيم المتوفرة في الشعرية أو القيم المتشعرنة، كانفصال القول عن
الفعل وتقبل الكذب، والاستئناس بالمبالغة والى غير ذلك من هذه القيم التي حولتنا إلى كائنات
مجازية وجعلت كل حياتنا متشعرنة، وأصبحنا نقدس النموذج الفحل اجتماعيا وسياسيا وذهنيا،
وقد انتقلت إلينا هذه القيم المتشعرنة من المطبخ الشعري، فتحولت قيم الكرم والشجاعة من قيم
أخلاقية وانسانية إلى مجرد شعا ا رت بلاغية، وصاحبها تشعرن الذات الثقافية العربية والتي
أصبح يتحكم فيها النسق.
إن لمفهوم الجملة الثقافية دور رئيسي في كل هذا، كما يوضح ذلك الغذامي حيث أنها
جملة كاشفة و معبرة، وذات دلالة نسقية لا تداولية ولا بلاغية، تكشف عن النسق المضمر
في الخطاب والذي يكون في ظاهره مضادا للتفحيل، وهو عكس ذلك كخطاب الحب الذي
تؤلفه الثقافة، فيصبح خطابا متشعرنا، وهكذا فالجملة الثقافية تمكننا من الكشف عن النسق
المضمر وكيف يتسلل تحت غطاء الخطابات الأخرى تحت هيمنة النسق المتشعرن ومن خلال
هذا الحديث يصرح الغذامي بأن النقد الثقافي يكشف لنا ما لا يستطيع النقد الأدبي أن يكشفه
وهي الوظيفة الإج ا رئية التي تميزه.