Résumé:
يطرح الدكتور سعد البازعي موضوعا يمس الكثير من الجوانب التي تشخص الأزمة
العربية وحالة الذات العربية التي تعيش حالة الشيزوف ا رنيا، إنه تشخيص يقارب في مستواه
التحليل النفسي، حيث أن هذه الذات العربية يستوطنها القلق في جميع جوانب حياتها، قلق
الأطر، قلق الفكر، قلق الفلسفة، وقلق التنوير... كما أن البازعي يطرح هذه المشاغل في
محاور أيديولوجية محفزة، ويكون فيها القلق المعرفي هو المحفز والدافع في ذات الوقت لكي
يثير لجة البحر فيغدق بأمواجه التي لا تأمن لهدوء الرياح .
تشخيصات وق ا رءات هي التي قدمها البازعي في ضوء الإشكاليات الفكرية والثقافية،
على إعتبار أن القلق لا يكون ناتجا إلا بوجود الآخر المختلف عن الأنا بجميع تمثلاته، واذا
كان على رقعة الشطرنج فريقان فإن مها ا رت الذكاء سوف تستعمل بقدر ارتفاع واقت ا رب
أحدهما على الفوز، كذلك لو نسقط وتيرة القلق على ما يحمله الفكر والفلسفة. إن الثنائيات
الضدية تلتهم الفضاء....حيث لا تناقش الموضوعات دون جلب الموجب والسالب، أو الأنا
والآخر أو قضايا الأصالة والمعاصرة، أو الت ا رث والحداثة.....إنها غمرة الجدلية التي يسببها
الآخر المختلف عن الذات العربية التي شهدت حالة ركود في فكرها وأصبح الح ا رك يؤلم
جسدها، ورضخت لتنويمات الحضارة الغربية التي تحقن سمها المخدر لم ا ركز نقاط اشتغال
الفكر. فدعوة البازعي حاملة لمبدء الشك المحقون في نواة التفكير ليولد بذلك قلقا، تكون
نتيجته بعد ذلك ق ا رءات وتمحيصات في أ و ا رق الفكر وحالات الذات العربية المتأرجحة هنا
وهناك .