Résumé:
عَرف الحقل النَّقدي في مجال الدَّرس الّلغوي والأدبي العربيين في العصر الحديث ظهور العديد من المصطلحات،التي حظيت باهتمام الباحثين والنُّقاد، ولعلَّ أبرز هذه المصطلحات مصطلح التَّناص، فمنذ توظيفه في الغرب من قبل الباحثة جوليا كريستيفا تلقَّفه النُّقاد الغربيين أمثال رولان بارت، وجيرار جينت وغيرهم بالدَّرس وطوروا فيه، وبعد زهاءِ ربع قرن،جاء النَّقاد العرب المعاصرون وأعطوه اهتمامًا خاصًّا وتوسعوا هم أيضًا فيهتنظيرا وممارسة إجرائية تطبيقية، وهو ما أسهم في تعدُّد وكثرة المؤلفات النَّقدية المتخصِّصة فيه مثل: انفتاح النَّص الشّعري، لسعيد يقطين، والتَّناص نظريًّا وتطبيقيًّا لأحمد الزُّغبي، وتحليل الخطاب الشِّعري (واستراتيجيات التَّناص) لمحمد مفتاح وغيرهم.
وواجه مصطلح "التناص" العديد من المقاربات المفهومية والمصطلحية، حيث كانت البداية الفعلية مع الناقد الروسي ميخائيل باختين الذي أشار إلى ضرورة تجاوز اللسانيات السوسيرية إلى ما اصطلح عليه بعبر اللسانيات معتقدا بتجذّر فكرة الحوارية على مستوى حتى الكلمة الواحدة، ولذلك عبّر عن مفهوم الخطاب باعتباره عينة إديولوجية تتماشى مع مصطلح الإديولوجيم، ثم جاءت كريستيفا لإماطة اللثام عن مصطلح الإديولوجيم مجترحة مصطلح التناص لتحيل إلى الرؤية البختينية وتبين مدى نجاعتها في التأسيس لفكرة انفتاح النص وانشطار المعنى وغياب الأصل غيابا تاما، وقد صنف غرهام آلان ''كرستيفا'' ضمن التوجهات ما بعد البنيوية، أما جرار جينت رغم أنه تبنى المتعاليات النصية باعتبارها موضوعا للشعرية وفصّل الحديث في رصد التعالقات النصية إلا أنه بقي في حدود التوجهات البنيوية. .