Résumé:
إن نظرية التطور من أهم النظريات التي عرفها العصر الحديث، والتي بحثت في أصل التنوع البيئي وتطور الكائنات الحية، ولقد توصل داروين إلى أن التغير الذي يحدث في الطبيعة ناتج عن صراع دائم بين الكائنات الحية، وذلك حول مكان العيش والغذاء إضافة إلى التغيرات البيئية التي تحدث مثل المناخ، والطبيعة بدورها تنتقي الأصلح على البقاء والاستمرار، لقد قلبت هذه النظرية موازين التفكير في الفكر الغربي، وذلك في العديد من المجالات، وكان لها أثر بالغ في الفكر الأوروبي الحديث، وكان تأثيرها ظاهر فالفكر الفلسفي خاصة عند نيتشه.
ولقد اهتم نيتشه بأفكار داروين، وذلك حول البحث عن الأصل والصراع من أجل البقاء، وقد تجسدت فكرة الأصل التي قال بها داروين في الفكر النيتشوي، وكانت في المنهج الجينيالوجي حيث بحث نيتشه عن أصل القيم وتتبع أصلها، ولقد تجسدت فكرتي الانتقاء والصراع من أجل البقاء في فلسفة نيتشه، حيث جعل منها دعوة للقضاء على الأخلاق المسيحية ليحل محلها نوع آخر من الأخلاق، وهي أخلاق السوبرمان (الإنسان الأعلى)، كما ظهر مصطلح القوة الذي قال به نيتشه من خلال فكرة بقاء الأصلح لداروين، وبرغم من تأثر نيتشه بداروين إلا أن أفكار كلاهما تختلف عن أخر، كما أن نيتشه انتقده خصوصا في قدسية الإنسان الذي هدمته نظرية التطور، إن فلسفة نيتشه تعتبر من أهم الفلسفات التي كان لها تأثر في الفكر المعاصر خاصة فالفكر الغربي وامتدت أيضا إلى الفكر العربي.