Résumé:
شهدت المدن الجزائرية الكبرى ديناميكية كبيرة، تسببت في خلق تحولات وظيفية جذرية كان لها الأثر على مراكز المدن وضواحيه، مما أدى إلى تغيير في الصورة التقليدية للمدن، وهذا ما نتج عنه توزيع جديد للوظائف الحضرية وإعادة صياغة مفهوم "المجال." وبالتالي، فإن التوسع والتمدد الحالي للبنية الحضرية للمدن، شجع على ظهور علاقة جديدة بين المركز والضاحية، حيث ظهرت نقاط استقطاب جديدة على "الهامش وبالضواحي"، كل هذا نتج عنه "مركزيات جديدة" تسببت في تحولات كبيرة مست التجمعات والمجالات الحضرية. والوظائف.
وقد عرفت ومدينة تبسة على غرار باقي مدن وباعتبارها مدينة حدودية ومنطقة عبور الى الحدود التونسية شكل جديد للمجالات الحضرية بعدم كانت تتميز بمركزية حضرية تقليدية حول السور البيزنطي إحدى معالم المدينة والتي سيطرت لمدة طويلة كنقطة مركزية على باقي المجال الحضري (المركز)، ولكن في السنوات الأخيرة عرفت تحولات كبيرة، تميزت بقوة جذب الوظائف والأنشطة والخدمات، وخصوصا النشاط التجاري في بعض احياء المدينة على غرار حي سكانسكا وحي طريق قسنطينة وطريق عنابة بالإضافة الى حي لاروكاد التي تقوم بدور أساسي في رسم صورة جديدة للمركزيات داخل مدينة تبسة في وقتنا الحاضر.
ومنه فإن بحثنا هذا المتواضع اعتمد أساسا على العمل الميداني من خلال استبيان لساكنة الاحياء الأربعة المذكورة واستعمال الملاحظة الميدانية من خلال شبكة الملاحظة للأنشطة الخدماتية والتجارية داخل المجال الحضري المعني بالدراسة، وبالتالي محاولة اظهار ما ان كان هناك بوادر ظهور لنماذج لمركزيات حضرية جديدة بدأت تأخذ مكانها بالتدريج في مدينة تبسة التي تتميز بتنوع وظيفي واقتصادي (في ضواحي المدينة).