Résumé:
هدفت هذه المقاربة من منظور أنثروبولوجي؛ حول ظاهرة معتقد السحر المأكول (سحر التوكال) بمدينة تبسة، إلى معرفة الدلالة الرمزية من وراء هذا الفعل الطقوسي الشائع بين الأفراد خفيةً، وبإعتبار هذا الشكل من الأسحار هو كل ما يدس في طعام الضَّحية إنسان كان أو حيوان، إمَّا بهدف القتل السريع ( السحر المأكول الأسود ) أو بهدف القتل البطيء ( السحر المأكول الأبيض )، حينها يلتزم هذا التَّسمم الإجرامي بسبق الإصرار والترصد، حيث يرافق هذا الإختلاس والإفتراس الجسدي الذي يقوم به الساحر المسمم، تركيبة سُميَّة من وصفات وجرعات السُّم الطبيعي توجه إتجاه الشخص المطعوم، فتمارس في جانبيها: " الطقوسي التَّسميمي " و " التَّطبيبي السحري "؛ حيث أن هذا الأخير يسمى بالعلاج الشعبذي، الذي يتسبب بدوره في سحر مأكول غير مباشر بمعنى توكال فوق توكال آخر سابق له، وهو ذلك المسكوت عنه في المجتمع التّبسي، الذي ظهر جلياً من خلال الممارسات و الطقوس اليدوية حتى وجدناها داخل البيوت والمطابخ، وهذا ما توصلنا إليه من خلال النتائج التي تمَّ تسجيلها أثناء معايشتنا لأفراده، حين تحققنا أن إنتشار إستعمال تلك المقتنيات كثير وواسع، حيث وجدنا فيها تنوع حتى من خلال الوصفات والجرعات الممارسة في مناسبات الأفراح، المآتم، الأعياد الدينية وحتى من خلال الأيام العادية.
وفقاً لذلك؛ فإن مقاربة الموضوع تمت من خلال تفكيك بنية الأفراد القائمين بالفعلين بمعزل عن بعضهما، وتحليل تلك السمات الثقافية المتوارثة من طقوس وممارسات سحر الأجداد، وفي سعة هذا الأفق؛ وبإستخدام المنهج الوصفي والملاحظة بالمشاركة سنحاول مساءلة مجموعة من الممارسات التفاعلية، وفق أفق مركزي يعايش مجمل الإنتقال الإجتماعي: الثقافي، الإعتقادي، التَّسميمي، المرضي والتطبي - روحاني، نوضح ذلك من خلال أربع محاور فرعية يتداخل فيها التحليل الأنثروبولوجي بالسوسيولوجي.
