Résumé:
تهدف هذه الدراسة المعنونة ب"الدلالات الرمزية للرسائل السياسية في الفن الغرافيتي" إلى تحليل والكشف عن المنظومة الرمزية التي توظف في الفن الغرافيتي لإيصال رسائل سياسية سواء في اتجاهها الأفقي أو الصاعد، المنظومة الرمزية التي تتجلى بشكل صريح أو تضمر لأهداف معينة، وقد اعتمدنا مقاربة "مارتن جولي" في التحليل السيميولوجي، التي توظف لتحليل وتفكيك الرسائل البصرية، بشكل أعمق وأكثر تفصيلا وإحاطة بجميع جوانبها سواء الشكلية أو اللسانية وصولا إلى مستوى ضمني أكثر عمقا، وكان اختيار العينة قصديا باختيار مجموعة من الجداريات الوطنية التي تعالج السياسة في طياتها، خاصة تلك التي تمخض عنها حراك 22 فيفري 2019، والتي عالجت بشكل جريء قضايا السياسة والحكم والفساد، وهي العينة الأنسب للموضوع المختار نظرا لاشتمالها على رسائل سياسية مبطنة، وأخرى واضحة وصريحة.
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تجلى أهمها في:
الغرافيتي وسيلة اتصال سياسية تعكس الواقع المعاش، سواء الاقتصادي أو الاجتماعي، تنوب عن وسائل الإعلام في حال التضييق عليها أو احتكارها وتعمل عملها.
أسلوب ولغة الغرافيتي سهلا تقبل المواطن الجزائري لهذا الفن بعيدا عن الصورة التي كانت مروجة عنه.
تحمل الجداريات الوطنية العديد من الرموز والدلالات السياسية التي تكون سطحية في أحايين كثيرة، بينما تحمل معان ودلالات ضمنية أحيانا أخرى، كما تنم عن وعي ثقافة واطلاع واسع.
تخاطب الجداريات كافة المؤسسات التابعة للنظام الحاكم والساسة والممثلين والفاعلين سياسيا دون استثناء، وتشتد لهجتها وانتشارها طرديا مع الأحداث السياسية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
يميز الغرافيتي الجرأة في طرح المواضيع ويرجع ذلك إلى الخاصية التي تميز هذا الفن، وهي إخفاء هوية القائم بالاتصال (صاحب الجدارية) ما لم يظهر هو نفسه بإرادته.
