Résumé:
اقتضت ضرورة إنجاح الثورة التحريرية لتحقيق الهدف الأسمى وهو الاستقلال التام، أن يبحث قادتها عن مصادر مختلفة للسلاح بصفة دائمة ومستمرة، باعتباره الشريان الحيوي الرئيسي لجميع الثورات ومن أهم المرتكزات التي تضمن استمراريتها، وكان لإنشاء قيادة الأركان الشرقية والغربية الدور البارز في هذه العملية من خلال الجهود والمساعي الرائدة التي قام بها قادة الثورة خلال مرحلتها الأولى (1954-1956) في البحث عن مصادر لتزويد الثورة بالأسلحة والذخيرة سواء في الداخل أو الخارج، انطلاقا من الحدود الشرقية والغربية، وبفضل الدور الذي أداه قادة الثورة الذي كان من ضمن مهامهم دعم الثورة وإمدادها والذي تجسدت معالمه بعد صيف1956 من خلال النشاط الحيوي لشبكات الدعم اللوجستيكي في عمليات الإمداد بالسلاح والذخيرة الذي عرفته الثورة، انطلاقا من القواعد الخلفية للإمداد فإن المتتبع للثورة يلاحظ بلا شك أنه رغم قلة الإمكانات المادية والعسكرية مقارنة بالآلة الحربية التي وظفتها فرنسا تمكنت الثورة من إثبات قدرتها على التكيف مع مختلف الظروف، فعمدت الإدارة الفرنسية إلى وضع إستراتيجية عسكرية تجاه الثورة التحريرية.
