المنزلة الإبستيمولوجية للفلسفة العلمية عند هانز ريشنبخ

Abstract

من أبرز الظواهر في المعرفة الانسانية هو التطور السريع في الحقلين النظري والعملي،وتسارع الانجازات العلمية في شتى الميادين، وقد أضحى من الضروري بعد منتصف القرن 19وبالتحديد بعد التطورات التي عرفها العلم خاصة في مجال الفيزياء التفكير جديا بحقيقته ، فالعاصفة التي حلت بالعلم والتي قاد لوائها أنشتاين فتحت الطريق لإعادة النظر في الأسس التي يقوم عليها العلم ،والتي كانت تتميز بالحتمية مع نيوتن وهذا التشكيك في الإرث العلمي الكلاسيكي شجع حركة النقد وقد ظهرت إتجاهات فلسفية معاصرة ناقشت نتائج العلم وظهر فلاسفة خاضو في هذه المسألة كباشلار وماخ وبدورها هذه الاتجاهات أثرت في العلماء والفلاسفة في مابعد فكان لها أثر بالغ على الفيلسوف الألماني هانز ريشنباخ الذي يعد من كبار فلاسفة العلم المعاصر، فقد سعى إلى نقد الميتافيزيقا ومحاولة تأسيس فلسفة علمية تقوم بتحليل العلم على ضوء المنطق ، وعمل على حث الأبحاث الفلسفية على التخلص من وهم الفكرة الشاملة والحقيقة المطلقة، ففلسفة ريشنباخ تبني نظرية للمعرفة عن طريق تحليل نتائج العلم وتدرك أنه يستحيل فهم فيزياء الكون من خلال تصورات ساذجة ومستمدة من الحياة اليومية ، هذا ما جعل ريشنباخ يعارض الفلسفة التأملية ويرفض المعرفة التركيبية القبلية ، رايشنباخ بفلسفته يرفض أي معرفة على أنها تتصف باليقين المطلق ، فالاحتمال والترجيح يأخذ حيز كبير من فلسفة ريشنباخ فيعتبر محلل منطقي للمعرفة العلمية حيث فحص مفاهيمها ونظرياتها فكان منظر حقيقي للفكر الاحتمالي فريشنباخ يدعو لايجاد بديل للفلسفة التأملية فلسفة جديدة وهي الفلسفة العلمية تهتم بقضية جوهرية وهي تحليل نتائج العلم ومبادئه ولغته، ففلسفة العلم ليست مهمتها اكتشاف نظريات جديدة ، فوضيفتها الحقيقية تتمثل في تحليل ومناقشة ونقد ما وصل اليه العلم