العومل الإجتماعية وعلاقتها بالعود إلى الجريمة

Abstract

لقد أصبح خطر ظاهرة العود للجريمة يشكل هاجسا لجل المهتمين بمكافحة الجريمة من رجال الأمن والقانون والباحثين في مجال العلوم الإنسانية كعلم الإجتماع وعلم النفس ، لما لها من أضرار على المجتمع وآثار سلبية تهدد أمن واستقرار المجتمعات دون إستثناء فباتت لا تفرق بين المتقدمة منها والنامية . فكان من الضروري تقصي الظروف والعوامل المؤدية للعود لإرتكاب الفعل الإجرامي و إظهار العلاقة التي تربطها بها، ولقد تزايدت أحاسيس الفئات والطبقات الاجتماعية المختلفة في هذه الأيام بخطر العود للجريمة في مجتمعنا وهذا راجع لتسارع وتيرتها وإرتفاع معدلاتها. وهدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة العلاقة الحاصلة بين عودة المنحرفين لإنتهاج السلوك الإجرامي والعوامل الاجتماعية المؤدية إلى الجريمة، ودور هذه العوامل في دفع الفرد إلى ارتكاب الجريمة والعودة إليها من وجهة نظر الإشخاص العائدين و المتواجدين على مستوى الضبطية القضائية بمراكز الشرطة من موقوفين ومستدعين في إطار تحقيقات أو تعليمات النيابة. حيث تم إستخدام منهج المسح الإجتماعي كون الدراسة وصفية تحليلية إنطلاقا من تصميم وتطوير إستمارة استبان لجمع البيانات، وتم استخدام العينة العشوائية البسيطة بحجم( 30 مبحوثا) أخذت من مجتمع الدراسة الذي يمثل الأشخاص العائدين للإجرام حيث توصلت الدراسة إلى: أن هنالك مجموعة من الظروف والعوامل الاجتماعية غير الملائمة أحاطت بأفراد العينة قبل وقوع الجريمة الثانية وفي إثنائها لعبت دورا مهما في دفعهم إلى ممارسة الجريمة إضافة إلى وجود أثر لمتغيرات تشمل مؤسسات التنشئة الإجتماعية (العلاقات الأسرية والمستوى التعليمي) ، و كذا جماعة الرفاق ، المستوى المعيشي، ووسائل الضبط الاجتماعي من جهة، وارتكاب العود للسلوك الإجرمي في المجتمع التبسي. وتوصي الدراسة بالاهتمام بتفعيل دور الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية ، والمتابعة الدائمة لجماعة الرفاق ، وكذا الاهتمام باحتياجات الشباب المختلفة بتحسين ظروف العيش وتوفير فرص العمل لهم ، من خلال إحترام ترسانة النظم و القوانين وفقا لمعايير العادات والتقاليد المتعارف عليها.