Résumé:
إن دراسة نظرية الخطأ في سلوك الإنسان تستدعي تسليط الضوء على بنية الركن المعنوي في الجرائم غير العمدية، والذي يتمثل في قيام الخطأ غير العمدي فيها، حيث أن هذا الأخير يشكل وقوع الحدث على غير إرادة الفاعل فالفاعل هنا لا يأتي بالفعل قصدا وإنما يحدث بسبب التقصير في سلوكيات الإنسان عند قيامه بالفعل أو إمتناعه الإرادي الذي تترتب عليه نتائج تنطوي على ضرر، مع أنه كان في وسع الفاعل تجنبها لو طبق واجبا من الحيطة والحذر. فنرى أن جوهر الخطأ هو عدم الإلتزام بالقوانين التي يفرضها المشرع، والتي تتمثل في الحذر والحرص على الحقوق والمصالح التي يحميها القانون، ولهذا الإلتزام شقين؛ فالشق الأول يتمثل في تجنب تصرفات الرعونة والإهمال، أما الشق الثاني فيكمن في التبصر بآثار هذه التصرفات لأنها تمس الحقوق والمصالح التي يحميها القانون.