Résumé:
اهتم التداوليون بكلّ المجالات المتعلّقة باستعمال اللّغة، أي اللّغة العاديّة الّتي يتواصل بها
النّاس في حياتهم اليوميّة، كما يراها لودفيغ فتجنشتين، على شكل محادثات وحوارات، وما يحكم
هذا الاستعمال من قوانين راسخة في عرف المتحاورين، حتّى بدوا وكأنّهم انخرطوا في لعبة لها
قانونها الخاصّ، خبروه وفكّوا شفرته في شتّى مواقف حياتهم.
ولما كان الحوار موضوعا خصبا للتحليل التداولي كونه يقدّم إجابات شافية للأسئلة الّتي
تطرحها التداولية من قبيل: من يتكلّم؟ من يخاطِب؟ ماذا يقصد؟ وكيف يمكن أن يخالف الكلام
مقاصد المتكلّم؟
ارتأينا دراسته)الحوار( من منظور تداولي، في نص تراثي تميّز بطابعه الحواري ، ألا وهو
كتاب "الأذكياء" لابن الجوزي، الذي قدم لنا حوارات فعلية، كانت لحظة إنتاجها جزءا من حياة
النّاس اليومية، تنوّعت فيها المقامات وتعدّد فيها المتحاورون ، بشكل يتيح لنا البحث فيما يحيط
بهم من سياقات اجتماعية وثقافية ونفسية، تساعد على رصد العناصر التداولية التي تتدخل في
الحوار وبنيته، وبالتالي الكشف عن عمل السياق التداولي وقوانين التخاطب في إحكام البنيان
التحاوري في حوارات الأذكياء، اولوقوف على القضايا التداولية من إشاريات اوستل ا زم حواري
وحجاج أوفعال الكلام وبيان علاقتها بالحوار، وبالتالي الإجابة عن إشكال رئيس هو كيفية تفاعل
الأذكياء حواريا لتحقيق مقاصدهم التداولية.