Résumé:
كانت البلاغة هي المهیمنة، تؤدي الوظیفة نفسها التي تقوم بها الأسلوبیة إلى درجة
جاز فیها عد البلاغة السلف الشرعي للأسلوبیة المعیاریة 2، بحیث قدمت الأسلوبیة أو علم
الأسلوب على أنها خلف للبلاغة القدیمة، أو أنها الوریث الوحید والبدیل لها.
ولقد عرف الت ا رث العربي الظاهرة الأسلوبیة، فدرسها ضمن الدرس البلاغي، ولو تأمل
المتأمل لتأكد له أن الدرس البلاغي العربي إنما كان درسا أسلوبیا على وجه الإجمال 3، ومع
هذا فالأسلوبیة الحدیثة لا تكاد تختلف في كثیر عن نظریة النظم العربیة للإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابه النفیس: "دلائل الإعجاز" وكانت د ا رسته لأسالیب الحقیقة والمجاز
والتشبیه والتمثیل والاستعارة والكنایة والتوریة وحسن التعلیل، وغیر ذلك من وجوه البیان
والبدیع، كل ذلك عملا جدیدا في البلاغة العربیة وتفصیلا واسعا للأسلوب وتحدیدا قریبا من
مفهوم الأسلوبیة الغربیة الحدیثة.