Résumé:
إنّ البحث في سيميائية الفضاء في ديوان زهير بن أبي سلمى إنّما هو بالدرجة الأولى محاولة تطمح إلى توسيع آفاق قراءة الشعر القديم، ومزيد إثراء الحقل السيميائي، من خلال التّدرّب على ممارسة النصوص والاستئناس بفهمها وتحليلها من أجل قراءة تأويلية بديلة. ومع عِلمنا بصعوبة ارتياد مثل هذه المغامرة وعسر الخوض فيها فإنّ الغاية الأوفى في تصورها هي محاولة بناء مشروع تأليفي يستفيد من الأعمال النقدية المنجزة حول ديوان زهير ولا يكتفي بها، بل يتجاوزها ربّما نحو أفق أرحب تكون معه القراءة نشاطا ذهنيا تفاعليا يحقق تواصلا حقيقيا مع تلك النصوص الأصول بعيدا عن كلّ انطباع أو تسطيح؛ ليكون
.بذلك البحث السيميائي نشاطا مفتوحا لا يقف عند المستوى المباشر للخطاب بل يتجاوز ذلك ليبني مشروعا استدلاليا شاملا
وقد حاولنا بناء خطة العمل على نحو مُتدرّج، فانطلقنا أوّلا من مدخل نظري خصّصناه للتعريف بالسيميائية وتقريب مفاهيمها وتقديم بعض تطبيقاتها، وكان هدفنا من ذلك التأسيس النظري للبحث وتوضيح أهمّ المبادئ التي تنبني عليها المقاربة السيميائية. واعتمادا على ذلك تدرّجنا إلى القسم الإجرائي من البحث
.ووزعناه على ثلاثة فصول بدءًا من المؤول المباشر فـالمؤول الدينامي وصولاً إلى المؤول النهائي في ضوء التصوّر البورسي لعملية التأويل
