Résumé:
وجدت حركات التحرر الإفريقية في الثورة الجزائرية نموذجا لمواجهة استعمار استيطاني متجذر بالقارة السمراء، ولا شك أن مبادئ ثورة الفاتح نوفمبر 1954 الإنسانية و أبعادها الإفريقية أسهمت في التأثير على الشعوب الإفريقية التي مازالت تؤمن بنجاح النضال السياسي. و مع إسهام تطور حرب الجزائر في الضغط على السياسة الفرنسية أمام التضامن الإفريقي اضطرت فرنسا أن تعترف باستقلال 12 دولة افريقية سنة 1960 للتفرغ للثورة الجزائرية، وتجسد البعد الإفريقي للثورة الجزائرية في دعم دول القارة السمراء للقضية الجزائرية في المحافل الإقليمية و الدولية و استطاعت الثورة أن تجعل من علاقاتها الإفريقية و أبعادها الثورية تصب كلها في خدمة التضامن و الوحدة الإفريقية وأحدثت بذلك شللا في مخطط و إستراتيجية فرنسا الاستعمارية بإفريقيا، و لذلك تعتبر الثورة الجزائرية من أهم الثورات العالمية، بتميزها ببعدها العربي و الإسلامي و الإفريقي و العالمي، وبتركيزها على البعد الإفريقي وبحضور المؤتمرات الإفريقية و العالمية أثبتت هويتها و ثقافتها وشخصيتها الإفريقية التي حاولت فرنسا طمسها و تصدت بذلك لأسطورة الجزائر الفرنسية وإبطال أطروحة أن الجزائر قضية داخلية، وقد توضح ذلك في مواثيقها الأساسية وواصلت الجزائر دعمها للكفاح التحرري لشعوب إفريقيا حتى بعد نيلها للاستقلال للعمل على خروج الاستعمار الفرنسي من قارة إفريقيا نهائيا.