Résumé:
إن موضوع علاقة المقاومة اليوسفية بالثورة الجزائرية (1955- 1958) يكشف لنا جانبا مهما من العلاقات الجزائرية التونسية خلال مرحلة الثورة الجزائرية (1954- 1962) والتي حظيت بدعم كبير من جارتها تونس، لتتطور أكثر بعد حصول تونس على استقلالها الذاتي في 03 جوان 1955، الذي أحدث انشقاقا في صفوف الحزب الحر الدستوري الجديد، ليظهر على الساحة السياسية التونسية توجهين، التوجه البورقيبي الذي أنتهج سياسة المراحل – خذ وطالب- والتوجه اليوسفي الرافض له، وأعتبر اتفاقيات الاستقلال الداخلي خطوة للوراء ومعتبرا إياها خيانة للثورة الجزائرية، ليعلن عن الكفاح المسلح الموحد بالتنسيق والتعاون مع الثوار الجزائريين في إطار مغربة الحرب، وكان بداية هذا تعاون بتأسيس جيش تحرير المغرب العربي في جانفي 1956 الذي أتخذ على عاتقه مهمة التسليح، إلى جانب خوض العديد من المعارك المشتركة، وهذا ما دفع فرنسا لدعم التوجه البورقيبي من أجل إفشال التنسيق القائم بين الحركة اليوسفية والثورة الجزائرية.
