Résumé:
في الأخير نخلص إلى أن مشكلة انقسام "دولة جنوب السودان" وعملية بناء دولة مستقلة ارتبطت بالعديد من الأزمات والعوامل التي كانت وراء التوتر الاجتماعي وانقسام القوى السياسية وتخبط السياستين الداخلية والخارجية للدولة، كما وصفها بعض الباحثين بالمشكلة الإقليمية التي تمتد تبعاتها إلى العالم العربي والقارة الإفريقية على حد سواء.
حيث اختلفت طرق تعاطي الحكومات السودانية المتعاقبة مع تلك الأزمة، بين الحل العسكري المتمثل باستخدام القوة لإدماج جنوب السودان مع شماله، وبين الحل السياسي الذي يُقر بالفوارق بين الطرفين و يمنح الجنوب حكما ذاتياً ، وكان الحل الأنسب هو إيقاف الحرب ومنح أهلالجنوبالحق في تقرير المصير عن طريق التصويت وتحديد مصيرهم ،إما بالانفصال أوبالوحدةمعالشمال، وهذا ما جاء في اتفاق"نيفاشا" لسنة 2005 ،الذي اعتبر أبرز المحاولات لوضع حل للأزمة في السودان والذي أوقفالحرب،ووضعأساساًلتقاسمالسلطةوالثروة بشكل يرضي الأطراف المتنازعة ، ،وباختيارأهلالجنوبالانفصالكان له تداعياتهعلىكلاالطرفين ، فبالنسبة لدولة جنوب السودان وبالرغم من تحقق مطالبهم وانفصالهم عن الشمال ،إلا أنهم واجهوا العديد من الصعوبات في عملية بناء دولة قوية قادرة على الحفاظ عن بقائها، وفرض وجودها كدولة مستقلة ،رغم اقتطاع أكثر من سبعون بالمئة من الاحتياطات النفطية لدولة السودان ، مما أدى لاحتلالها المركز الأول بين الدول الفاشلة لسنة 2014 ،الأمر الذي أرجعه العديد من المفسرين إلى الفساد الاقتصادي من خلال استغلال خمسين بالمئة من الميزانية لمصالح النخب الحاكمة ، و الفساد السياسي المتمثل في غياب مؤسسات الدولة وفساد النخبة الحاكمة .