تأثير الإرهاب الدولي على الأمن المغاربي

Abstract

كان الحراك والأحداث الليبية امتداداً لثورتي تونس ومصر، لما يعرف في الأروقة العالمية بالربيع العربي،وقد أعتبر امتداد ظاهري فقط لأنها اختلفت في أطرافها الفاعلة وأسباب قيامها، فتطوّر الأوضاع في الدولة الليبية سار بوتيرة متصاعدة ولافتة للنظر،فمن انتفاضة سلمية طالب فيها المواطنون بحقهم في إصلاحات اجتماعية وسياسية من شأنها أن ترتقي بمستوى وجودهم الإنساني تحول المسار السلمي الى المسار العنيف ورط فيها النظام شعبه وجرّه الى دوامة من المعارك المتتالية استنزف فيها انعدام الحوار بين النظام والشعب وهو ما فتح الباب أمام القوى الأجنبية لتجد لها بؤرة تدخل بدافع ما يسمى بمسؤولية حماية المدنيين منفذا تلج بواسطته الى ليبيا. يزداد الوضع الليبي تأزمًا يومًا بعد يوم، حيث يسير الاقتتال الداخلي بوتيرة متسارعة، ويخيم على الوضع مشهد من الضبابية حول ماهية الأطراف المتصارعة داخل ليبيا وأهدافها، ودور القوى الخارجية في تعقيد الوضع وقيادته نحو مزيد من العنف بما يخدم مصالحها في المنطقة ،لقد زال التأثير الذي أداه هدف الإطاحة بالنظام كنظام للقوى السياسية والعسكرية ذات التوجهات المتنوعة والمتناقضة أحيانا التي تتحرك على الساحة الآن ،ذلك يفتح آفاقا لا متناهيا عن إحتمالات المستقبل في ليبيا على مستويات الهوية والاندماج الوطني والتحول الديمقراطي ومحددات المنتظم السياسي الجديد برمته. فالدولة الليبية تعاني انفلات أمني وتدهور داخلي استخدمت فيه كل الوسائل في المواجهة المباشرة بين الأطراف المتنازعة واعتمدت على العديد من الأسلحة مما أدى إلى وصول ليبيا إلى أزمة إرهاب داخلي له تداعيات خارجية على المناطق الإقليمية المغاربية سواء المجاورة أو القريبة حدوديا مثل تونس،الجزائر،مغرب هذا ما أدى إلى تفشي حركات إرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش في المنطقة بسبب سهولة انتقال الأسلحة وترويجها . الاستنتاجات: ومن خلال دراستنا تم التوصل إلى مجموعة من الاستنتاجات اهمها: 1. الإرهاب هو استخدام طرق عنيفة كوسيلة الهدف منها نشر الرعب للإجبار على اتخاذ موقف معين أو الامتناع عن موقف معين كما إن الوسائل المستخدمة عديدة ومتنوعة وتتميز بطابع العنف وتخلق حالة من الفزع والخوف. 2. الأمن مفهوم معقد ومركب هو أن يعيش الفرد والدولة في استقرار وطمأنينة وغياب جميع التهديدات, بمعنى تأمين كيان الدولة ضد المخاطر التي تهددها داخليا وخارجيا. 3. أن نمط الأزمة الذي شهدته ليبيا أفضى إلى واقع سياسي يصعُب السيطرة عليه، خاصة في ظل حالة الانقسام الشديد ما بين النُخب الثورية، والانتشار المُخيف للسلاح. 4. انعكس الوضع الليبي بالسلب على الأمن العالمي وتهديد أمن المنطقة المغاربية من جهة أخرى. 5. سقوط نظام القذافي جعل ليبيا في دوامة خوف أكثر من الأولى لما انتشر فيها من تهديدات متنوعة وما تعرفه المنطقة من إنتشار للسلاح والترويج له.