Résumé:
يمكن القول من ما جاء في هذه الدراسة أن، العقوبات الأمريكية على إيران لها تاريخ طويل يعكس توتر وتعكر
العلاقات الأمريكية- الإيرانية انطلاقا من تضارب المصالح الإستراتيجية على مستويين الإقليمي والدولي، واختلاف
العوامل الفكرية والأيديولوجية للبلدين، وتختلف أسباب فرض العقوبات الأمريكية على إيران بين وجهة النظر
الأمريكية الداعية إلى كبح السلوك الإيراني العدواني الذي يطمع لامتلاك السلاح النووي، غير أن الرؤية الإيرانية
التي تؤكد أن العقوبات استهدافا للشعب الإيراني والهادفة إلى تغيير النظام وفرض الهيمنة الأمريكية.
كما أن العقوبات الذكية تستهدف بالأساس قطاعات النخبة في البلد المعني وذلك عن طريق ضرب مصالحها،
ودفع هذه النخبة لضغط على نظامها السياسي، ولذلك لا تصطدم العقوبات الذكية في المرحلة الأولى بجماهير
البلد المعاقب وهذه الميزة لا تتوفر في العقوبات الاقتصادية الاعتيادية، كما تؤثر العقوبات الذكية على النظام ككل
وعلى أجنحة معينة فيه، وهذا النوع من العقوبات مثله مثل باقي العقوبات يتطلب تنسيقا دوليا علي الصعيد
التقني والسياسي، وهو ما سيكون متاحا إذا ما تغطت بغطاء الشرعية الدولية عبر قرار مجلس الأمن ويمكننا أن
ا نتصور أيضا حزمة العقوبات الذكية ستتضمن إيقاف تصدير المنتجات التكنولوجية المتطورة إلي إيران بحجة أ
تستخدم لأغراض عسكرية أو نووية، على سبيل المثال الحظر الذي فرضه العالم الغربي علي دول الكتلة الشرقية
إبان الحرب الباردة، وكذلك حظر هبوط الطائرات الإيرانية المدنية في مطارات العالم المختلفة والتضييق على
خطوط ملاحتها البحرية، وفي السياق نفسه يمكن تصور الإقدام على منع الفرق الرياضية الإيرانية المختلفة من
المشاركة في البطولات العالمية المختلفة وكذلك وضع أفراد من النخبة الإيرانية على القائمة السوداء لدخول إلى دول
العالم المختلفة، لتأثير على الرأي العام الإيراني ونخبته، والمغزى من هذا المنع سياسي من الطرز الأول ومنه نستنتج
أن سياسة إيران النووية تتسبب في عزلتها الدولية، العقوبات الذكية التي فرضتها أمريكا على إيران تعكس السياسة
الأمريكية المكرسة للأحادية القطبية والهيمنة الأمريكية على العالم، كما نلاحظ أن العقوبات الذكية التي فرضت
ا التأثير اقتصاديا على الوضع الإيراني الداخلي، لكنها في نفس من طرف الولايات المتحدة الأمريكية من شأ
الوقت لن تستطيع تغيير السياسة الإيرانية إقليميا ودوليا.