Résumé:
يعالج هذا البحث العلاقة بين متغيرين مهمين في العلاقات الدولية هما: النزاع والأمن ،
وكيف يؤثر كل منهما على الآخر بالسلب والإيجاب. وكانت البداية بتعريف النزاع والأمن ثم
التطرق لأهم النظريات المفسرة لهما .
يعتبر النزاع في سوريا من أهم نزاعات القرن الواحد والعشرين نظرا لطول مدته وقوته، وتعدد
أطرافه المباشرة وغير المباشرة. ولم يقتصر تأثير هذا النزاع على الأمن في سوريا وحسب ، بل
اتسع ليأخذ بعدا جغرافيا متوسطيا تتفاوت فيه درجة التأثير من دولة لأخرى. وتتمثل أهم
التهديدات الناتجة عن النزاع السوري في ثلاث تهديدات هي: انتشار الإرهاب، مشكلة
اللاجئين، ومشاكل بين الدول سببها النزاع السوري. وترتبط هذه التهديدات بتهديدات أخرى
كالتهريب وتجارة السلاح والهجرة غير الشرعية ساهمت في زعزعة الأمن والاستقرار في
المنطقة. وقد سعت الدول جاهدة لإنهاء النزاع في سوريا عسكريا ، دبلوماسيا ، واقتصاديا.
منذ سنة 2011 بداية النزاع في سوريا، لم تتوصل الفواعل الدولية، أو الإقليمية لحد اليوم
29 / 04 / 2017 إلى إنهاء النزاع، بل لا زال يأخذ شكلا معقدا وشدة على الميدان، والسبب في
ذلك يعود إلى صراع الدول حول تحقيق مصالحها في سوريا خاصة ال ولايات المتحدة الأمريكية
التي تسعى إلى تكريس هيمنتها على النظام الدولي، التأكيد على أنها القوة العسكرية الأولى، ومن
جهة أخرى روسيا التي تسعى للحفاظ على مصالحها في المنطقة أمريكية لأن خسارة سوريا تعد
خسارة منفذ روسيا للمياه الدافئة والبحر المتوسط . وبالتالي تبقى روسيا تعاني عقدتها الجغرافية
المتمثلة في الإطلالة على المياه الدافئة ، أي أن روسيا لن تسمح بإقامة نظام سياسي في سوريا
لا يتلاءم والمصالح الجيو إستراتيجية لسوريا في المنطقة